إسرائيل تثير غضباً واسعاً بعد إعلان استيطاني يروّج لبيع أراضٍ في جنوب لبنان

ريتا الأبيض – مراسلين
في خطوة وُصفت بأنها استفزازية وغير مسبوقة، أثارت حملة إسرائيلية جديدة موجة من الجدل والاستنكار في الأوساط اللبنانية والعربية، بعد أن نشرت حركة استيطانية إسرائيلية تُعرف باسم “أوري تسافون” (أضواء الشمال) إعلاناً لبيع أراضٍ وعقارات تقع في مناطق من جنوب لبنان، متحدثة عن “فرص استثمارية واعدة شمالاً”.
ووفقاً لما نقلته وسائل إعلام عبرية، فقد نشرت الحركة خرائط تفصيلية تُظهر عدداً من البلدات اللبنانية الواقعة جنوب نهر الليطاني، بينها مرجعيون، حاصبيا، البقاع الغربي، صور، بنت جبيل ومزارع شبعا، وأطلقت عليها أسماء عبرية، في محاولة لإظهارها وكأنها أراضٍ إسرائيلية قابلة للبيع أو الاستثمار.
وأشار الإعلان إلى أنّ الأسعار تبدأ من 300 ألف شيكل (نحو 80 ألف دولار) للقطعة الواحدة، في ما وصفته الحركة بأنه “مشروع استيطاني يهدف إلى توسيع نطاق التنمية شمالاً”، مؤكدة أن الأراضي المطروحة “تمثّل مستقبل مستوطنات جديدة”.
وتُظهر الخرائط المرفقة في الإعلان أنّ المساحات المعروضة تمتد من مصب نهر الليطاني على البحر المتوسط وصولاً إلى تخوم كفركلا، وهي منطقة تُعتبر وفق القوانين الدولية أراضي لبنانية خاضعة لسيادة الدولة اللبنانية.
ردود فعل لبنانية غاضبة
أثارت الخطوة موجة غضب واسعة في لبنان، حيث اعتبرها مراقبون محاولة جديدة من إسرائيل للتعدي على السيادة اللبنانية عبر وسائل ناعمة ومموهة، مستخدمةً خطاباً اقتصادياً لتغطية طابعها الاستيطاني.
وفي هذا السياق، وصف مصدر سياسي لبناني الإعلان بأنه “تمهيد دعائي لسياسات توسعية جديدة”، مشيراً إلى أن “الحديث عن بيع أراضٍ لبنانية بأسعار محددة يشكل خرقاً فاضحاً لكل الأعراف والقوانين الدولية”.
كما دعت شخصيات لبنانية إلى تحرّك رسمي عاجل من قبل الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية لتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة، معتبرة أن الصمت على مثل هذه الحملات “يعطي شرعية ضمنية لمحاولات الاحتلال التمدد داخل الأراضي اللبنانية”.
خلفية وتحليلات
ويرى خبراء في الشأن الإقليمي أن هذه الخطوة تأتي في ظل التصعيد الحدودي المستمر بين لبنان وإسرائيل، ووسط حرب نفسية وإعلامية تهدف إلى جسّ نبض الداخل اللبناني، وقياس ردود الفعل تجاه أي طرح يمسّ الأراضي الجنوبية.
ويُذكَر أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها جهات إسرائيلية استغلال الفوضى الإقليمية لترويج مشاريع مرتبطة بالأراضي الحدودية، إلا أن الطابع العلني والإعلاني للحملة الحالية يجعلها سابقة في الشكل والمضمون.
خاتمة
حتى الساعة، لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة الإسرائيلية أو وزارة الدفاع حول الحملة، فيما يُنتظر أن تتخذ بيروت موقفاً واضحاً إزاء ما اعتبره مراقبون “اعتداءً جديداً على السيادة اللبنانية”، يضاف إلى سلسلة من الانتهاكات الجوية والبحرية والبرية التي تسجّل بشكل شبه يومي على الحدود الجنوبية




