بين ليلة وضحاها، انقلب حال قرية مولاي إبراهيم الواقعة في قلب إقليم الحوز، بؤرة الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب ليل الجمعة السبت.
فقد تحولت تلك القرية التي كانت تشتهر حتى الآن بأنها مقصد سياحي جبلي، جنوب وسط البلاد، إلى ما يشبه المقبرة الواسعة.
حيث شوهد سكان القرية يحفرون قبورا لدفن الموتى على إحدى التلال.
وخيمت مأساة رجل يدى الحسن الذي فَقَد زوجته وأبناءهما الأربعة على مولاي إبراهيم.
“فقدت كل شيء”
فتحت هول الصدمة، جلس الرجل مطأطئا رأسه من دون أن ينطق كلمة في أحد أركان المستوصف الصغير لهذه القرية المعزولة الواقعة على بعد أكثر من ساعة جنوب مراكش.
وبالكاد استطاع التعبير عن ألمه، قائلا بصوت خافت “فقدت كل شيء”.
كما أردف “لا حول لي الآن، لا أريد سوى الابتعاد عن العالم لأحزن في صمت”، وفق فرانس برس
من جهتها، قالت حسناء وهي واقفة عند مدخل بيت متواضع في تلك القرية، رغم أن أسرتها نجت “إنها مصيبة رهيبة، نحن محطمون بسبب هذه المأساة”. وأضافت “رغم أن أسرتي لم يمسها سوء لكن القرية برمتها تبكي أبناءها. كثر من جيراني فقدوا أقرباء لهم، إنه ألم لا يوصف”.
بدورها، أكدت بشرى وهي تُكفكِف دموعها بوشاح يُغطّي شعرها، فيما تتابع مشهد الرجال يحفرون القبور، مستعيدة لحظات الفاجعة “ما زلت أرتعد حتى الآن.. إنه أشبه بكرة نار تحرق كل ما في طريقها.. لم أعد أتحمل”.
كما أشارت إلى أن “إحدى قريباتها فقدت أطفالها الصغار”، مضيفة بصوت متوتر “الجميع هنا فقد أحد أقاربه، سواء في قريتنا أو في قرى أخرى بالمنطقة”.
يشار إلى أن هول الزلزال خلّف صدمة ورعبا امتدا إلى مدن عدة، لكن الصدمة كانت أقوى في نفوس سكان المناطق المنكوبة القريبة من بؤرته، كما هي حال إقليم الحوز.
ويعد هذا الزلزال الأعنف الذي يضرب المغرب منذ قرن، إذ بلغت ذروته 7 درجات على مقياس ريختر، بحسب المركز الوطني للبحث العلمي والتقني.
ففي إقليم الحوز وحده سقط أكثر من نصف الضحايا (1293) من أصل 2012 قتيلا حتى قرابة العاشرة مساء أمس بالتوقيت المحلي (21,00 ت غ)
وغالبية أجزاء هذا الإقليم عبارة عن بلدات صغيرة وقرى متناثرة في قلب جبال الأطلس الكبير، وهي بمعظمها قرى يصعب الوصول إليها وغالبية المباني فيها لا تحترم شروط مقاومة الزلازل.