سامي أبو شحادة: الإعلام العبري يتبنى “وهم الديمقراطية” والمؤسسة العسكرية تسيطر عليه
لقاء خاص مع شبكة محرري الشرق الأوسط
شبكة مراسلين
إعداد أبوبكر خلاف
ناقشت الندوة الحوارية مع الدكتور سامي أبوشحادة – الناشط والباحث الفلسطيني وعضو الكنيست السابق – التحديات التي تواجه الرواية الفلسطينية في الإعلام الإسرائيلي.
كما سلطت الندوة التي نظمتها شبكة «محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» الضوء على أهم التحديات ومنها الهيمنة العسكرية على الإعلام، وغياب الشخصيات الفلسطينية المؤثرة، وصعوبة الوصول إلى الجمهور الإسرائيلي.
وأشار أبو شحادة إلى ضرورة بناء منصات إعلامية بديلة للتعبير عن الرواية الفلسطينية.
• التحديات التي تواجه الرواية الفلسطينية في الإعلام الإسرائيلي.
حيث شدد الدكتور سامي أبو شحادة على تأثير المؤسسات العسكرية الإسرائيلية على الإعلام وتأثير ذلك على حرية التعبير.
• وضح أبو شحاده أن الإعلام العبري يتبنى “وهم الديمقراطية”، مما يؤثر على فهم الجمهور لقضايا الفلسطينيين، هذا الوهم يشكل أساسًا للعديد من الأخطاء الشائعة.
• تحدث عن قلة عدد المتحدثين بالعبرية بين الفلسطينيين، مما يجعل الإعلام العبري المصدر الرئيسي للمعلومات للجمهور الإسرائيلي وغياب التأثير العربي. هذه الظاهرة تعزز الانغلاق المعلوماتي.
• أشار إلى أن معظم الصحفيين الإسرائيليين يتخرجون من مؤسسات عسكرية، مما يربطهم بشكل وثيق بالنظام العسكري، هذا الارتباط يؤثر على مصداقية الإعلام واستقلاليته.
المؤسسات العسكرية والأمنية تسيطر على الإعلام الإسرائيلي
وأوضح الدكتور سامي أبو شحادة أن المؤسسات العسكرية والأمنية تسيطر على الإعلام الإسرائيلي بشكل كامل، مما يمنع ظهور آراء نقدية أو شخصيات فلسطينية معروفة في الساحة الإعلامية، هذه السيطرة تؤثر بشكل كبير على خطاب الإعلام وتصوره للأحداث.
• تاريخيا، لم يكن هناك شخصيات فلسطينية بارزة في الإعلام الإسرائيلي منذ النكبة، مما يعكس الفشل العام في تمثيل الواقع الفلسطيني، هذا الغياب عزز السيطرة العسكرية.
• تستخدم المؤسسات الإعلامية في إسرائيل مصطلحات تعكس رؤية أحادية، مثل وصف الفلسطينيين بالإرهابيين، مما يمنع تقديم صورة موضوعية عن الصراع. هذه المصطلحات تؤثر على إدراك الجمهور.
• الصحفيون الذين يحاولون تقديم آراء غير تقليدية يواجهون ضغوطات شديدة وقد يتعرضون للتهديد، مما يعزز من مناخ الرقابة الذاتية في الإعلام. هذه الضغوط تحد من حرية التعبير.
تعمد تغييب الصوت الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر
وأكد الدكتور سامي أبو شحادة على تعمد تغييب الصوت الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي، وقد بات ذلك واضحًا للغاية منذ بداية الحرب على غزة في 7 من اكتوبر 2024، فمعظم المنصات الإعلامية تسيطر عليها الرواية الصهيونية، مما يمنع التعبير عن الآراء المخالفة.
• تعاني المنصات الإعلامية من قلة الفرص للمتحدثين الفلسطينيين، مما يؤدي إلى تهميش الرواية الفلسطينية. وهذا يساهم في تعزيز الرواية اليهودية بشكل مستمر.
• تسعى وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى تقديم صورة إيجابية عن الجيش الإسرائيلي، في حين يتم تجاهل المعاناة الفلسطينية. هذا يؤدي إلى تشويه الحقائق في الواقع.
• الإعلام العربي يعاني من قيود مشابهة، مما يجعل وضع الإعلام الإسرائيلي يبدو أفضل رغم عدم وجود حريات حقيقية. يساهم ذلك في تعزيز الرواية الصهيونية.
أثر تشتت اللغة والثقافة العربية على فلسطيني الداخل
تشتت اللغة والثقافة العربية في فلسطين الداخل يؤثر سلبًا على قدرة الفلسطينيين في التداخل مع المؤسسات الإسرائيلية، هذا الحاجز اللغوي يزيد من صعوبة التواصل الفعال.
• التحولات السياسية في إسرائيل من اليسار إلى اليمين الفاشي تؤثر بشكل كبير على الإعلام. السيطرة اليمينية أدت إلى تغييرات في الخطاب الإعلامي والسياسي.
• التمييز العنصري في المؤسسات الإعلامية الإسرائيلية يعكس قوة السيطرة اليهودية. الصحفيون العرب يواجهون صعوبات كبيرة في التأثير على الرأي العام.
تأثير الإعلام الإسرائيلي على الوعي العربي في الداخل وتغييب الرواية الفلسطينية
• تناول اللقاء تهديد الشرطة الإسرائيلية للصحفيين العرب وأثر ذلك على حرية التعبير. الإعلام الإسرائيلي يمارس رقابة صارمة على المعلومات.
• تُبرز المداخلة أهمية تقديم سرديات العربية في المدارس والجامعات وتأثير ذلك على جيل الشباب العربي. غياب السرديات العربية يؤدي إلى غسل الوعي.
• الاقرار بضرورة بناء مؤسسات إعلامية تتحدث بالعبرية لإيصال الرواية الفلسطينية. التواصل مع المجتمع الإسرائيلي يعد خطوة ضرورية لمواجهة العنصرية.
تأثير الإعلام العربي على الهوية الفلسطينية
• تأثير الإعلام العربي على الهوية الفلسطينية يظهر بشكل واضح من خلال استخدام مصطلحات تساهم في غياب الرواية، هذا ينعكس سلباً على الأجيال القادمة ويشكل تحدياً كبيراً.
• تأثير وسائل الإعلام التقليدية على وعي المجتمع الفلسطيني مهم، إذ أن الاعتماد على الإعلام العبري يساهم في تغييب الرواية الفلسطينية.
• تعدد مصادر المعلومات في عصر السوشيال ميديا يُحدث تغييراً في كيفية استهلاك الأخبار، مما يتيح فرصاً لتوزيع المعلومات بطريقة أكثر تنوعاً.
• الحاجة إلى منصات إعلامية بديلة تتحدث بالعبريّة تعزز من القدرة على التأثير على المجتمع الإسرائيلي وتحدّ من الرقابة العسكرية.
القضية الفلسطينية تحتاج إلى جهود إعلامية فعالة لنقل صوتها وروايتها بشكل مؤثر
• يجب أن يكون هناك مشروع إعلامي جدي يعمل على إنتاج أخبار وتحليلات يومية لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية. هذا المشروع يحتاج إلى دعم وتمويل خارجي.
• تواجه الأصوات الفلسطينية تحديات كبيرة في الوصول إلى الإعلام الإسرائيلي، حيث يسيطر الجيش على المعلومات ويمنع التغطية الحقيقية للأحداث. ذلك يؤثر سلباً على الرأي العام.
• تسليط الضوء على جماعات السلام مثل بيت سيلم يمكن أن يعزز من فعالية الجهود الفلسطينية. هذه الجماعات بحاجة إلى دعم إعلامي ومعلومات لتعزيز رسالتها.
تعتبر منظومة الرقابة العسكرية في الإعلام الإسرائيلي قد انهارت بعد السابع من أكتوبر، حيث عانت من تراجع ملحوظ في تأثيرها على الأخبار والتقارير. هذا التحول قد أثر على كيفية تقديم الأحداث في الإعلام العبري وخلق صراعات داخلية بين اليمين واليسار.
• تأثير المعركة الإعلامية بين اليمين واليسار على الرقابة العسكرية، حيث أصبحت وسائل الإعلام تعكس وجهات نظر مختلفة بشكل أكبر. هذا الصراع أدى إلى تسريبات وانتقادات متزايدة.
• تسريب المعلومات والتصريحات التي لم تكن لمصلحة إسرائيل، مما أدى إلى فقدان الثقة في الروايات الرسمية. هذا الخلل في المنظومة أثر على صورة الجيش الإسرائيلي.
• الانتقادات الموجهة للقيادات السياسية والجيش من قبل الصحفيين في وسائل الإعلام، حيث يتم التركيز على أخطاء القيادة العسكرية. هذا النقد يعكس تغييرات في حرية التعبير في الإعلام.
تناقش المداخلة كيفية تغطية الإعلام الحربي للأحداث في الشرق الأوسط، وخاصة في سياق الصراع مع إيران، وتأثير ذلك على الروايات العامة. يتم التأكيد على أهمية دعم الجيش من خلال الإعلام الذي يروج لرواياته.
• تسليط الضوء على دور الإعلام في تشكيل الرأي العام حول الحرب، وكيف أن بعض القنوات تدعم روايات معينة لتعزيز موقف الجيش.
• مناقشة تأثير الرقابة العسكرية على الإعلام العبري، وكيف أن الأحداث الأخيرة قد أثرت على حرية التعبير في التقارير الصحفية.
• استعراض أهمية تغيير القيادات الشابة في العمل السياسي الفلسطيني، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على مستقبل القضية الفلسطينية في الداخل.
تناول الحديث أهمية التجربة الفلسطينية والرواية الفلسطينية في مواجهة الإعلام الإسرائيلي. وأكد المتحدثون على ضرورة توفير برامج تدريبية ودعم للشباب الفلسطيني في مجال الإعلام.
وفي ختام اللقاء تحدث الدكتور سامي أبو شحاتة عن دور الأحزاب والنظام السياسي في إسرائيل وتأثير ذلك على الوضع الفلسطيني. وكانت هناك دعوة لفهم الخريطة السياسية بشكل أعمق.
كما أشار إلى أهمية التدريب الاعلامي ومبادرة شبكة الشرق الاوسط وشمال افريقيا عبر برنامج الدبلوم الإعلامي الرقمي وتخصيص جزء منه للشباب الفلسطينيين، والذي يهدف لتأهيلهم في مواجهة التحديات الإعلامية.