شبكة مراسلين
اسطنبول – إبراهيم أوغلو
أثار قرار استبعاد الممثلة التركية أيبوكي بوسات من مسلسل “تشكيلات” الذي يُعرض على شاشة هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT)، جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والإعلامية، بعد أن أعلنت الهيئة أن سبب القرار هو منشور نشرته بوسات عبر حسابها على إنستغرام دعماً لحملة مقاطعة اقتصادية وطنية.
في 2 أبريل الجاري، كانت بوسات قد نشرت منشوراً عبر إنستغرام تعلن فيه دعمها لحملة مقاطعة تهدف إلى وقف المشتريات على مستوى البلاد، وهو ما عُرف إعلامياً بـ”إضراب الشراء”. وسرعان ما انتشر المنشور وتحوّل إلى قضية رأي عام بعد أن قام الصحفي جمال كوتشوك (Cem Küçük) بتوجيه انتقادات حادة لبوسات ورفع شكوى ضدها إلى المدير العام لـ TRT زاهد صباجي.
وجاء رد فعل المؤسسة سريعاً، إذ أعلن صباجي في بيان رسمي:
“المشاركات التي قامت بها إحدى الممثلات في مسلسل تشكيلات لا تتماشى أبداً مع المبادئ المؤسسية لهيئة TRT وبسبب هذه المشاركات التي خيّبت آمال جمهور المسلسل، تم استبعاد الممثلة المعنية من طاقم العمل”.
ردود فعل متضامنة
القرار أثار انتقادات حادة من زملاء بوسات في الوسط الفني، وعبّر عدد من الممثلين والمثقفين عن رفضهم لما اعتبروه تسييساً للقطاع الفني وتضييقاً على حرية التعبير.
من أبرز المتضامنين، كانت الممثلة الشهيرة إلشين سانغو، التي كشفت أنها رفضت في وقت سابق عرضاً من قناة TRT للمشاركة في أحد المسلسلات رغم إعجابها الشديد بالمشروع، وذلك لأسباب سياسية. وقالت في تغريدة عبر حسابها:
“في مشروع كنت متأكدة من نجاحه وأعجبت كثيراً بسيناريوه، لم أتمكن من ممارسة مهنتي في تلفزيون بلدي لأسباب سياسية. ولهذا السبب تحديداً رفضت العرض. لا نقبل أبداً هذا التصرف الذي تعرضت له أيبوكي بوسات!
كما أعلن المخرج التركي الشهير زكي دميركوبوز تضامنه مع ايبوكي بوسات، وفي تصريح مفاجئ، أعلن دميركوبوز أنه سيقدم عرضاً تمثيلياً قريباً لبوسات، في خطوة اعتُبرت تعبيراً واضحاً عن تضامنه معها بعد الأزمة الأخيرة التي واجهتها على خلفية منشورها الداعم لحملة المقاطعة الاقتصادية.
وقال دميركوبوز عبر حسابه:
“أيبوكي فنانة موهوبة وصادقة، وما تعرضت له غير مقبول. أنا بصدد العمل على مشروع جديد، وسأكون سعيداً بتقديم دور لها.”
نقاش واسع حول حرية التعبير
القضية أعادت إلى الواجهة النقاش المحتدم في تركيا حول العلاقة بين الفن والسياسة، وحدود حرية التعبير للفنانين، خاصة حين يتعلق الأمر بمواقف اجتماعية أو سياسية لا تتماشى مع التوجهات الرسمية.
ويرى مراقبون أن ما حدث مع بوسات يعكس تحديات يواجهها الفنانون في تركيا، بين الالتزام بالخط التحريري للمؤسسات الرسمية، وبين حقهم في التعبير عن آرائهم في قضايا عامة تهم الرأي العام.
