السودان: الدعم السريع يقصف «الفاشر» ويقتل 35 مدنيًا والجيش يرد بقصف مواقع في «كردفان»

شبكة مراسلين
أعلن الجيش السوداني اليوم الجمعة، مقتل 35 مدنياً وإصابة 40 آخرين جراء قصف مدفعي عشوائي شنته قوات الدعم السريع على أحياء سكنية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وذلك بعد أيام من الاشتباكات المستمرة في المنطقة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لإقليم دارفور.
قصف عشوائي يستهدف المدنيين
وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني إن قوات الدعم السريع نفذت قصفاً مدفعياً متفرقاً استهدف أحياء سكنية في الفاشر يوم الخميس. وأوضحت في بيان أن القصف أسفر عن مقتل نساء وأطفال وكبار سن، بالإضافة إلى إصابة 40 شخصاً بجروح خطيرة، تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وأكدت الفرقة أن قواتها صدت هجوماً واسعاً شنته قوات الدعم السريع على المحور الشمالي الشرقي للمدينة، ما أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والعتاد لدى الجانب المهاجم. وأشار البيان إلى أن الأوضاع في الفاشر “تحت السيطرة”، مؤكداً تماسك القوات المسلحة هناك.
تطورات ميدانية في دارفور وكردفان
تأتي هذه التطورات بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، عقب اشتباكات عنيفة مع الجيش والقوات المساندة له. وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل نحو 400 شخص ونزوح عشرات الآلاف، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
وفي غضون ذلك، أكدت مصادر عسكرية لـ “شبكة مراسلين” أن الجيش السوداني قصف صباح اليوم مواقع لقوات الدعم السريع في مدن عدة بشمال وغرب كردفان باستخدام الطائرات المسيّرة.
كما أشارت المصادر إلى أن مسيّرة تتبع لقوات الدعم السريع استهدفت مواقع الجيش في مجمع الصفوة السكني غربي أم درمان، الذي كان الجيش قد استعاده قبل أقل من أسبوع بعد معارك ضارية.
تراجع سيطرة الدعم السريع
خلال الأسابيع الماضية، تناقصت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع بشكل كبير لصالح الجيش السوداني، الذي استعاد السيطرة على العاصمة الخرطوم ومحيط القصر الرئاسي ومقار الوزارات والمطار والمنشآت الأمنية والعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد قوات الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، بالإضافة إلى جيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، و4 من ولايات إقليم دارفور.
تشير هذه التطورات إلى تصعيد جديد في الصراع السوداني، حيث يواصل الجيش السوداني توسيع سيطرته على المناطق الاستراتيجية، بينما تواجه قوات الدعم السريع ضغوطاً متزايدة مع تراجع نفوذها في معظم أنحاء البلاد. ومع ذلك، تظل الأوضاع الإنسانية في دارفور مصدر قلق كبير، مع استمرار استهداف المدنيين وتفاقم الأزمة الناجمة عن النزاع.