“ليو الرابع عشر”.. انتخاب بابا جديدًا للفاتيكان – تقرير خاص

شبكة مراسلين
تقرير: محمد خلاف
انتُخب روبرت فرانسيس بريفوست (69 عاماً)، من الولايات المتحدة، بابا للفاتيكان، ليصبح البابا الـ267 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وأول أمريكي يتبوأ هذا المنصب الرفيع. اختار البابا الجديد اسم “ليو الرابع عشر”، تيمنًا بالبابا ليون الثالث عشر، المعروف بدعمه لقضايا العدالة الاجتماعية.
إعلان الانتخاب واحتفالات الفاتيكان
تصاعد الدخان الأبيض مساء الخميس من مدخنة كنيسة سيستينا في الفاتيكان، إيذاناً بانتخاب البابا الجديد في المجمع المغلق الذي بدأ أعماله يوم الأربعاء. وبعد إعلان النتيجة، دقت أجراس كاتدرائية القديس بطرس وكنائس أخرى في روما ابتهاجاً، بينما علت صيحات الفرح والتصفيق من آلاف المحتشدين في ساحة القديس بطرس لمتابعة هذا الحدث التاريخي.
ظهر البابا ليو الرابع عشر لأول مرة أمام الحشود من الشرفة المركزية في كاتدرائية القديس بطرس، حيث وجّه خطابه الأول إلى العالم، داعياً إلى “العمل معاً للسلام”. وأكد أن عمل الكرسي الرسولي سيكون مكرّساً “للسلام والخير لكل إنسان من أي لون أو انتماء كان”، معرباً عن التزامه بمواصلة إرث البابا فرنسيس في تعزيز الوحدة والتوحيد والسلام على مستوى العالم.
تفاصيل عملية انتخاب بابا الفاتيكان
شارك في عملية الانتخاب عدد قياسي من الكرادلة، حيث أجمعت غالبية الثلثين منهم على اختيار بريفوست، مما يعني أنه حصد 89 صوتًا على الأقل.
ومع ذلك، تبقى تفاصيل العملية الانتخابية طي الكتمان، نظراً للسرية المطلقة التي تحيط بالمجمع المغلق. وبعد يومين فقط من بدء المجمع وأربع جولات تصويت، تم انتخاب البابا الجديد، ليكون أول بابا يولد في الولايات المتحدة.
التحديات التي تنتظر البابا الجديد
يتولى البابا ليو الرابع عشر زمام الأمور في وقت تواجه فيه الكنيسة الكاثوليكية تحديات كبيرة، تتطلب رؤية استراتيجية وحكمة عميقة. من أبرز هذه التحديات:
- تراجع شعبية الكنيسة في أوروبا : حيث تشهد الكنيسة انخفاضًا في نسبة الممارسين لشعائرها.
- ملف مالية الفاتيكان : الذي يحتاج إلى إصلاحات مالية جذرية لضمان الشفافية والاستدامة.
- ظاهرة التحرش بالأطفال : التي لا تزال تلقي بظلالها على سمعة الكنيسة، وتتطلب استجابة حازمة وشفافة.
- تراجع الدعوات الكنسية : حيث يشهد العالم انخفاضًا في أعداد الشباب الذين ينضمون إلى الحياة الكنسية.
- إعادة الوحدة بين التيارات المختلفة : داخل المؤسسة الكاثوليكية، بما يعزز الانسجام والتآلف.
من هو البابا ليو الرابع عشر؟
وُلد روبرت فرانسيس بريفوست في 14 سبتمبر 1955 في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية. انضم إلى رهبنة القديس أغسطينوس عام 1977، وأدى نذوره النهائية في عام 1981.
حصل على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة “فيلانوفا” الأميركية، ثم نال درجة الماجستير في اللاهوت من “الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي”. كما حصل على دكتوراه في القانون الكنسي من “الجامعة البابوية للقديس توما الأكويني” في روما.
تميزت مسيرة بريفوست المهنية بطابع دولي، حيث خدم لمدة عقدين في البيرو، حيث عُيّن أسقفاً على مدينة تشيكلايو عام 2015. وفي عام 2023، عيّنه البابا فرنسيس رئيساً لـ”دائرة الأساقفة” ولـ”اللجنة البابوية لشؤون أميركا اللاتينية”، وهي مناصب بارزة داخل الفاتيكان تعكس ثقة المؤسسة الكنسية بقدراته القيادية.