سياسة

من الدعم المفتوح لأوكرانيا إلى الضغط الصريح عليها ، هل هي إدارة نهاية الحرب ؟

مولود سعدالله – مراسلين

أفادت وكالة أسوشييتد برس اليوم بأن الإدارة الأمريكية دفعت أوكرانيا نحو القبول بخطة سياسية وأمنية جديدة تهدف إلى ضبط مسار الحرب ، ووفق مصادر الوكالة فإن واشنطن بدأت تتعامل مع الصراع بمنطق ” إدارة النهاية” وليس “إدارة الاستمرار” في تحول يعكس تغيرا في حسابات الغرب.

اما عن التوقيت فوفق مراقبين غربيين يعود التحول الأمريكي الأوروبي إلى حالة إرهاق استراتيجي واضحة ، فبعد سنوات من الدعم العسكري المفتوح تواجه الحكومات الغربية ضغوطا اقتصادية داخلية لا تسمح بمواصلة الإنفاق وفق الإيقاع السابق ويشير محللون إلى أن اقتراب الانتخابات الأمريكية زاد من حساسيات القرار، في وقت تسعى فيه الإدارة لتقديم ” نتيجة ملموسة” للناخب.

كما أن البيانات الميدانية توضح أن روسيا تقدمت في عدة جبهات خلال الأشهر الأخيرة، فيما تعاني القوات الأوكرانية من نقص في الذخائر والعتاد، وهو ما جعل واشنطن تبحث عن “مسار سياسي” يوازي العمل العسكري ويحد من الخسائر .

أما عن الجانب الاوروبي :


تشير التقييمات الأوروبية إلى أن القارة لم تعد تتحرك ككتلة واحدة كما كانت عند بداية الحرب ، فدول غرب اوروبا كفرنسا وألمانيا وهولندا تميل نحو المقاربة الأمريكية الجديدة التي تركز على التسوية، بينما تبدي دول أوروبا الشرقية كبولندا ودول البلطيق تحفظا واضحا، معتبرة أن الضغط على كييف قد يفتح بابا لمعادلات أمنية غير مريحة لها ، وهذا نتيجة التهديد الجغرافي القريب .

ويربط دبلوماسيون هذا الانقسام بتراكم ملفات داخلية أوروبية، أبرزها التضخم، كلفة الطاقة، وصعود الأحزاب اليمينية، وهي عوامل دفعت الحكومات إلى إعادة حساباتها بشأن مدى استدامة الدعم العسكري.

وفي مراجعات تمت داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية، اتضح أن عدة مبادرات سابقة لم تنجز كما وعد بها :
وعد انضمام أوكرانيا للناتو بقي معلقا دون تصور زمني واضح.

الخطة الدفاعية الأوروبية لم تحصل على التمويل الكافي.

مشاريع الطاقة البديلة بين شمال أوروبا وشرقها تأخرت لأسباب تتعلق بالبنية التحتية.

المقترحات الاقتصادية لدمج السوق الأوكرانية تعطلت نتيجة اعتراضات زراعية وصناعية.

وتوضح هذه المراجعات أن الخطة الجديدة ليست سوى محاولة لإعادة ترتيب الملفات بدل تراكمها.

اما عن ماتغير وسبب الخطة اليوم : وفق تحليلات مراكز بحث غربية يمكن تلخيص التحول الحالي في ثلاث نقاط رئيسية:

. واقعية أكبر في تقييم فرص الحسم العسكري.

. إرهاق داخلي يحدّ من قدرات التمويل والدعم.

. اعتبارات انتخابية في واشنطن وعدة عواصم أوروبية.

وتشير هذه التحليلات إلى أن كييف لم تعد تتحرك بنفس هامش الحرية السابق وأن مكانتها التفاوضية مقيدة بالظرف الأميركي الأوروبي لا بالواقع المحلي فقط.

وعن اتجاه الخطة : بحسب خبراء في الشأن الأوروبي لا تمثل الخطة الأمريكية الحالية اتفاق سلام ولا تنازلا شاملا بل إطارا لإدارة الحرب ضمن حدود يمكن للغرب تبريرها سياسيا ، لكن اتجاهاتها المستقبلية ستتوقف على رد موسكو هل ستقبل بمعادلة تبقي أوكرانيا في المدار الغربي؟ أم سيفتح باب ضغط أكبر على كييف للقبول بشروط أصعب؟

حتى اللحظة تقول المؤشرات إن الغرب يريد تجميد الحرب لا إنهاءها، وتحديد مسار يمكن بيعه للداخل الأوروبي والأمريكي قبل أن تتغير الموازين أكثر.

Amjad Abuarafeh

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews