ترامب ونتنياهو…. من ينقذ من؟

بقلم : محمد نادر العمري باحث في العلاقات الدولية
منذ أيام كنت قد قدمت تحليلاً في فيديو تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “ترامب ونتنياهو… من ينقذ من؟”
خلال هذا التحليل استعرضت جزئيتين الأولى الدوافع والأسباب التي تدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنقاذ رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المحاكمة التي يتعرض لها داخل الكيان ضمن التهم التي اثبتت عليه وعرفت باسم القضية ١٠٠٠ والقضية ٢٠٠٠ والقضية ٤٠٠٠، إما الجزئية الثانية كانت تتمثل في مرحلة مابعد المحاكمة.
استعراضاً للجزئية الأولى هناك العديد من الأسباب والدوافع التي جعلت الرئيس ترامب ينبري بنفسه للدفاع عن نتنياهو ومطالبة الإسرائيليين بعدم محاكمته، بعد إدعائه أنه انقذ إسرائيل وتعهد بانقاذ نتنياهو وهذه الدوافع تتمثل في:
أولاً ترامب ونتنياهو يصنفان ضمن التيارات السياسية اليمنية، وهذه التيارات ولاسيما في أميركا وإسرائيل تعد نفسها إنها متكاملة وهناك حاجة دائمة للتعاون والمساعدة لتنفيذ سياسات.
ثانياً ترامب الذي يعد أول رئيس أمريكي تعرض لاتهامات ومحاكمات خلال حملته الانتخابية، لديه مصلحة في انقاذ نتنياهو لتفادي مثل هذه في مرحلة مابعد انتهاء ولايته الثانية، ولاسيما في ظل اتساع واقع الاتهامات الموجهة إليه باستغلال منصبه هو وافراد عائلته لتزسيع أعمالهم الاقتصادية.
ثالثاً قد يكون جزء من الصفقة التي عقدها ترامب مع نتنياهو لوقف التصعيد مع إيران وكذلك احتمالية وقف العدوان على غزة، تتمثل في قيام ترامب بمسعى انقاذ نتنياهو من المحاكمة.
رابعاً في ظل انجبار اليمين المتطرف في إسرائيل للموافقة على التطبيع مع العرب نتيجة الضغوط الأمريكية التي تخشى من قيام هذا اليمين من عمليات تشابه قتل “رابين” في التسعينات، فأن ترامب يعتقد أن نتنياهو ونتيجة تحالفه مع هذا اليمين المتطرف يمكنه من توسيع دائرة الدول الموقعة على الاتفاقات الإبراهيمية.
أما سيناريوهات مابعد انقاذ نتنياهو أو خلالها، قد نشهد مسارين ويعتقد ترامب أن نتنياهو هو الشخص الوحيد القادر على ترجمة هذين المسارين بما يحافظ للولايات المتحدة الأمريكية من نفوذها ويجعلها بعيدة عن احتمال الانزلاق في حرب عسكرية هي محتملة، لذلك نتنياهو بالنسبة لترامب ليس ورقة محروقة كما يعتقد البعض للتوصل لاتفاقات سلام بل على العكس هو الصامن لها على مستوى الداخل الإسرائيلي في مواجهة متاهات اليمين المتطرف، وقد يمثل نتنياهو رجل أمريكية لإعادة تصعيد الحرب مع إيران، وخاصة في حال كانت الجولة الأولى مجرد تمهيد لعمل عسكري أكبر أو في حال شعرت واشنطن أن إيران مازالت تصر على مواقفها التفاوضية في التخصيب داخل أراضيها أو قدرتها على إخفاء اليورانيوم المخصب.