الملياردير بيل آكمان يعقد “تدخلًا” عاصفًا مع تشارلي كيرك حول إسرائيل، قبل مقتله بأسابيع

بقلم : عماد بالشيخ صحفي و محلل سياسي
تحدثت صحيفة The Grayzone أن قبل شهر من مقتل تشارلي كيرك، رتّب الملياردير الموالي لإسرائيل بيل آكمان لقاءً في منطقة هامبتونز، حيث قال شهود إنه ومعه آخرون انهالوا بالانتقادات على كيرك بسبب تزايد تشكيكه في النفوذ الإسرائيلي في واشنطن. ووفق المصادر، خرج كيرك من الاجتماع وهو يشعر بقلق عميق إزاء ما وصفه بـ”الابتزاز الإسرائيلي”، فيما كان يفكر في اعتناق الكاثوليكية.
في 11 سبتمبر، أي بعد يوم واحد فقط من اغتيال كيرك، كتب آكمان على تويتر/X معلنًا عن فخره بصداقته مع كيرك:
“أشعر بامتياز كبير لأنني قضيت يومًا وتناولت وجبة مع تشارلي كيرك هذا الصيف. لقد كان رجلًا عظيمًا.”
لقاء صاخب في هامبتونز
تحدثت The Grayzone إلى خمسة أشخاص لديهم معرفة مباشرة بالاجتماع الذي عُقد في أوائل أغسطس. وحسب أحد المصادر، فقد شعر كيرك بالإحباط بعد أن تحوّل اللقاء إلى ما يشبه “جلسة تدخل”، حيث تمّت مهاجمته بشدة بسبب مواقفه المتزايدة انتقادًا للعلاقة الخاصة بين أمريكا وإسرائيل، وبسبب استضافته لمنتقدين بارزين لإسرائيل في فعاليات TPUSA.
أحد المشاركين كشف أن اللقاء دُعي إليه تحت غطاء مناقشة تهديد مزعوم من المرشح “زهران ممداني” إذا أصبح عمدة نيويورك، لكن الاجتماع خرج عن مساره عندما واجه آكمان كيرك بشكل مباشر حول مواقفه من إسرائيل. وانضمت ناتاشا هاوسدورف، المتحدثة باسم منظمة “محامون بريطانيون من أجل إسرائيل”، إلى النقاش وبدأت في “الصراخ” على كيرك، وفق الحاضر.
كما عرض المضيفون على كيرك قائمة مفصّلة بجميع “إساءاته” لإسرائيل، ما جعله “مذعورًا”، حسب أحد المصادر. وذكرت التقارير أن آكمان طالبه أيضًا بسحب دعوة تاكر كارلسون ( أحد منتقدي اسرائيل ) للمشاركة في مؤتمر America Fest 2025.
وقال أحد الحاضرين: “لقد كان الأمر كارثة كاملة”.
رفض العروض الإسرائيلية
أفادت The Grayzone أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عرض على كيرك تمويلًا ضخمًا من أموال مؤيدة لإسرائيل لصالح TPUSA، لكن كيرك رفض. كما رفض عرضًا آخر من نتنياهو للقاء في القدس قبل أسبوعين فقط من مقتله.
بعد الاجتماع مع آكمان، أخبر كيرك مقربين منه أنه شعر وكأنه تعرض لـ”ابتزاز”.
نفي آكمان
وصف آكمان هذه الرواية بأنها “خاطئة تمامًا” في رسائل نصية مع The Grayzone. ووعد بنشر بيان رسمي يكشف روايته الخاصة للقاء، لكنه رفض تقديم أي تفاصيل إضافية أو الرد على اتصالات هاتفية.
قال آكمان: “أعتقد أنني أستطيع إنهاء هذا بسهولة، لدي أدلة كما يقولون”. لكنه لم يقدم هذه “الأدلة”.
حضور شخصيات مؤثرة
حضر اللقاء عدد من المؤثرين والناشطين الموالين لإسرائيل، بينهم:
- سيث ديلون: المدير التنفيذي لموقع Babylon Bee الساخر، معروف بمواقفه العدائية تجاه الفلسطينيين.
- كزافييه دو روسو: ناشط في Prager U، قام لاحقًا برحلة ممولة من الحكومة الإسرائيلية إلى غزة حيث أنكر وجود المجاعة.
- إميلي ويلسون (Emily Saves America): مؤثرة ليبرتارية مثيرة للجدل، معروفة بتصريحات عنصرية وصادمة.
- ناتاشا هاوسدورف: المديرة القانونية لـ UK Lawyers for Israel.
- أورين رينات: مستشار رقمي سابق في البيت الأبيض بعهد ترامب، يدير حاليًا شركة علاقات عامة تضم مئات المؤثرين.
- CJ بيرسون: رئيس المجلس الاستشاري للشباب في اللجنة الوطنية الجمهورية.
أزمة دينية وتحول روحي
بحسب مقربين، ساهمت الضغوط المتزايدة من الممولين الموالين لإسرائيل في إبعاد كيرك عن البروتستانتية الإنجيلية، حيث بدأ يحضر القداس الكاثوليكي مع زوجته ويفكر في التحول رسميًا للكاثوليكية.
المؤثرة الكاثوليكية “بري سولسدات” أكدت علنًا هذا التحول، كما ألمحت صديقته كانديس أوينز إلى أنه كان يعيش “تحولًا روحيًا” قبل وفاته.
معركة النفوذ
منذ يوليو، كان كيرك يتعرض لضغوط مكثفة من ممولين موالين لإسرائيل بسبب مؤتمر TPUSA الذي شهد انتقادات علنية لإسرائيل. في مقابلة مع ميغان كيلي، عبّر كيرك عن استيائه قائلاً:
“لدي حرية أقل في انتقاد الحكومة الإسرائيلية مقارنة بالمواطنين الإسرائيليين أنفسهم، وهذا غريب جدًا.”
كما سمح في مؤتمره الأخير لمتحدثين كتاكر كارلسون ودايف سميث بتوجيه انتقادات حادة لإسرائيل ومموليها. تصريحات كارلسون الساخرة كانت مهينة بشكل خاص لآكمان، الذي انفجر لاحقًا في سلسلة تغريدات مطولة مدافعًا عن نفسه.
سجل آكمان المالي والفضائح
على الرغم من ثروته، فإن آكمان معروف أيضًا بخسائره الفادحة بين عامي 2015 و2018، حيث تكبد 12 مليار دولار في رهانات خاسرة. كما ارتبط اسمه بقضية جيفري إبستين، إذ تبرع إبستين لمشروع تديره زوجته المصممة الإسرائيلية نيري أوكسمن.
كما لعب آكمان دورًا رئيسيًا في الإطاحة برئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي، بسبب مواقفها من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، لكنه واجه فضائح لاحقة حين اتُّهمت زوجته بالسرقة الأدبية.
مناهضة النشطاء في الجامعات
كشفت واشنطن بوست أن آكمان كان ضمن مجموعة من خمسين مليارديرًا ينسقون عبر واتساب لقمع الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب على غزة في جامعة كولومبيا.
وفي يونيو الماضي، دعا علنًا الولايات المتحدة إلى مساعدة إسرائيل في ضرب إيران.
المواجهة الأخيرة
كشفت مصادر أن كيرك زار ترامب في البيت الأبيض محاولًا ثنيه عن ضرب إيران، لكن ترامب “صرخ في وجهه” وأغلق النقاش.
بعدها بأسابيع، وجد كيرك نفسه في مواجهة مباشرة مع آكمان وحلفائه في هامبتونز، حيث قاوم الضغوط، ثم عاد ليواصل تحضيراته لجولته الأخيرة، قبل اغتياله.
بعد مقتله، عرض آكمان مكافأة بمليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض على القاتل، وقد تؤول هذه الأموال إلى والد المشتبه به تايلر روبنسون، الذي يُقال إنه هو من سلّم ابنه.