الهند تتحدى العقوبات وتوقع عقداً لتصنيع الطائرات مع مجموعة روسية عملاقة

شروق سعد – مراسلين
وقعت اليوم الشركة الهندية العامة لصناعة الطائرات (Hindustan Aeronautics Limited – HAL) عقداً مع مجموعة “يونايتد إيركرافت كوربوريشن” (United Aircraft Corporation) الروسية، وهي مجموعة عملاقة خاضعة للعقوبات الأمريكية والأوروبية ويهدف العقد لإنتاج الطائرة ” إس .جيه- 100″ الروسية التي تقل نحو 100 راكب محليا لتلبية احتياجات السوق الهندية ودخول الهند صناعة الطيران المدني لأول مرة في خطوة تؤكد استمرار التعاون بين البلدين.
تأتي هذه الصفقة كرفض صريح للعقوبات الدولية المفروضة على روسيا ولتحمل في طياتها تحدٍّ للضغوط الغربية و تأكيداً على موقف نيودلهي المستقل الذي يضع مصالحها الدفاعية والجيوسياسية فوق متطلبات شركائها الغربيين، وتُصر على الحفاظ على علاقاتها التاريخية مع موسكو.
لتُظهر الهند سياستها الخارجية المتوازنة بين الغرب (الشريك التجاري والاستراتيجي) وروسيا (المزود الرئيسي للأسلحة).
وتعتمد القوات المسلحة الهندية بشكل كبير على المعدات والمنظومات الروسية
و بما أن العقد يشمل الإنتاج في الهند، فإنه يدعم مبادرة الحكومة الهندية لتعزيز التصنيع المحلي، مما يزيد من الاكتفاء الذاتي ويقلل من التبعية الخارجية طويلة الأمد.
من جانبه، قال أميت مالفيا، رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم إن الاتفاق يشكل “دفعة قوية لطموحات الهند في أن تصبح مركزًا صناعيًا عالميًا”، مضيفًا أن “الهند تدخل من خلال هذا المشروع سوق الطيران المدني العالمي الذي تهيمن عليه منذ عقود شركتا إيرباص الأوروبية وبوينغ الأمريكية”.
ويُرجح أن يثير هذا الإعلان توتراً مع واشنطن، التي سبق أن حذرت الهند من إبرام صفقات تسليح مع روسيا (على غرار صفقة منظومة S-400 الدفاعية السابقة).بالرغم من أن شركات تكرير النفط الهندية تعمل على محاولة إقناع واشنطن بتخفيف الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الهندية، من خلال تقليص واردات النفط الروسي تدريجيًا وهو ما يراه البعض في الغرب كمساهمة في تمويل المجهود الحربي الروسي.
كما تؤكد هذه الصفقة على قوة العلاقة الاستراتيجية بين الهند وروسيا، وتبرز عزم نيودلهي على تبني مسار جيوسياسي مستقل، حتى في ظل نظام عالمي يسوده الاستقطاب.



