كم تبلغ تكلفة فواتير المرافق حول العالم في عام 2025؟
ريتا الأبيض – مراسلين
المرافق الأساسية… عنصر رئيسي يحدد جودة المعيشة عالميًا
تُعدّ تكاليف المرافق الأساسية—الكهرباء، المياه، التدفئة، التبريد، والإنترنت في بعض المدن—من أهم العناصر التي تشكل العبء الأكبر على ميزانية الأسر حول العالم. وفي ظل اضطراب أسواق الطاقة منذ عام 2022 وارتفاع أسعار الغاز والكهرباء عالميًا، أصبحت فواتير المرافق مؤشرًا حقيقيًا على مستوى الرفاهية الاقتصادية في أي مدينة.
تقرير دويتشه بنك 2025 يكشف اختلافات هائلة بين مدينة وأخرى، بعضها يصل إلى أكثر من 15 ضعفًا، ما يعكس عمق الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية.
المدن الأغلى عالميًا في تكلفة المرافق لعام 2025
أظهر التقرير أن أوروبا تهيمن على قائمة المدن الأعلى تكلفة عالميًا، نتيجة عوامل معقدة تتعلق بأسعار الطاقة، هيكلية البنية التحتية، وسياسات الضرائب.
ترتيب المدن الأغلى:
• ميونخ – ألمانيا: 404 دولارًا
• إدنبرة – المملكة المتحدة: 378 دولارًا
• فرانكفورت – ألمانيا: 370 دولارًا
• برلين – ألمانيا: 364 دولارًا
• وارسو – بولندا: 357 دولارًا
• فيينا – النمسا: 332 دولارًا
• لندن – المملكة المتحدة: 322 دولارًا
• براغ – التشيك: 313 دولارًا
• أمستردام – هولندا: 300 دولارًا
• أوسلو – النرويج: 296 دولارًا
لماذا ترتفع التكلفة في أوروبا؟
وفق التحليل الاقتصادي، يرتبط ارتفاع الأسعار بعدة أسباب:
• أزمة الغاز الأوروبية التي بدأت عام 2022 وما تزال تلقي بظلالها على السوق.
• زيادة الاعتماد على الطاقة البديلة التي ما تزال تكلفتها أعلى من الوقود الأحفوري.
• ارتفاع الضرائب والرسوم البيئية المفروضة على الشركات والمستهلكين.
• ارتفاع كلفة العمالة في الدول الأوروبية مقارنة بالعالم النامي.
• زيادة استهلاك المنازل للطاقة خصوصًا في فصل الشتاء.
وتُعد ميونخ وفرانكفورت وبرلين من أكثر المدن التي تأثرت بعملية انتقال ألمانيا نحو الطاقة المتجددة، ما رفع التكاليف على المستهلكين المحليين.
المدن الأرخص عالميًا… تكاليف منخفضة ولكن بخدمات متفاوتة
في المقابل، أظهر التقرير أن أسعار المرافق في الدول النامية أقل بكثير مقارنة بالدول الغربية، حتى وإن كانت نوعية الخدمة مختلفة.
ترتيب المدن الأرخص:
• القاهرة – مصر: 26 دولارًا
• بنغالور – الهند: 35 دولارًا
• مكسيكو سيتي – المكسيك: 40 دولارًا
• مومباي – الهند: 50 دولارًا
• بكين – الصين: 52 دولارًا
• شنغهاي – الصين: 52 دولارًا
• ساو باولو – البرازيل: 55 دولارًا
• كوالالمبور – ماليزيا: 64 دولارًا
• دلهي – الهند: 68 دولارًا
• بوينس آيرس – الأرجنتين: 111 دولارًا
عوامل انخفاض التكلفة في الدول النامية:
• الدعم الحكومي الكبير للكهرباء والمياه.
• انخفاض تكلفة إنتاج الطاقة، خصوصًا في الدول التي تعتمد على الغاز المحلي.
• انخفاض مستوى الاستهلاك الفردي مقارنة بالمدن الأوروبية.
• اعتماد الطبقات المتوسطة على أجهزة استهلاك أقل للطاقة.
• تباطؤ ارتفاع الأسعار مقارنة بالأسواق العالمية.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن انخفاض السعر لا يعني بالضرورة جودة خدمة أعلى، فبعض المدن الأرخص تواجه تحديات في ساعات التغذية أو استقرار الشبكة.
ترتيب المدن العربية… تفاوت بين الخليج وشمال إفريقيا
تُظهر البيانات أن الدول العربية تنقسم إلى مجموعتين:
الأولى: دول الخليج ذات الاستهلاك المرتفع نتيجة المناخ الحار والاعتماد على التبريد المكثف.
الثانية: دول شمال إفريقيا ذات الدعم الحكومي الكبير وتكلفة الطاقة المنخفضة.
التصنيف العربي:
• دبي – الإمارات: 215 دولارًا
• أبوظبي – الإمارات: 143 دولارًا
• الرياض – السعودية: 104 دولارات
• الدوحة – قطر: 100 دولار
• القاهرة – مصر: 26 دولارًا
لماذا ترتفع التكلفة في الخليج رغم موارد الطاقة؟
• ارتفاع الطلب على الكهرباء بسبب الحرّ الشديد.
• استهلاك كبير للتبريد طوال العام.
• نمط الحياة المرتفع والبنية التحتية الحديثة.
• ارتفاع فواتير المياه المحلاة لأنها تعتمد على الطاقة.
اتجاهات 2025… هل نحن مقبلون على ارتفاع جديد؟
وفق محللين في قطاع الطاقة، من المتوقع:
• ارتفاع طفيف في أسعار الكهرباء في أوروبا من 3% إلى 6%.
• استقرار نسبي في الدول العربية المدعومة.
• إمكانية ارتفاع أسعار المياه عالميًا بسبب أزمة المناخ.
• توسع دول آسيا في الطاقة الشمسية ما قد يخفض أسعار الكهرباء بحلول 2027.
ويرى الخبراء أن تكلفة المرافق ستصبح خلال السنوات المقبلة أحد أهم المؤشرات الاقتصادية التي تُستخدم في تقييم المدن من حيث جودة الحياة وجاذبية الاستثمار والاستقرار الاقتصادي.
خلاصة التقرير
يكشف تقرير دويتشه بنك لعام 2025 أن تكلفة المرافق أصبحت مرآة واضحة للاقتصادات المحلية. فبينما تدفع العائلات الأوروبية مبالغ مرتفعة نتيجة التقلبات في أسعار الطاقة، تستفيد الدول النامية من الدعم الحكومي وتكلفة الإنتاج الأقل. ومع تطور الأوضاع العالمية، من المتوقع استمرار التفاوت وربما اتساعه.




