أخبارسياسة

طبول حرب تُقرَع… ولبنان يدخل مرحلة شديدة الحساسية

ريتا الأبيض – مراسلين

تشير معطيات متواترة من داخل الولايات المتحدة، إلى تحوّل لافت في مقاربة واشنطن للتطورات الجارية على الجبهة اللبنانية، وسط إحساس متزايد بأنّ المنطقة قد تكون مقبلة على مرحلة أكثر توتراً، وربما مواجهة عسكرية واسعة بين إسرائيل وحزب الله.

وبحسب معلومات نقلها الصحافي الأميركي “ماريـو نوفل” عن مصادر متعددة في وزارة الخارجية الأميركية، فإنّ الضوابط التي كانت تلتزم بها واشنطن سابقاً تجاه أي تصعيد في لبنان بدأت تتراجع، فيما تعمل إسرائيل على تحضير بيئة دولية تتيح لها تنفيذ عملية عسكرية “محدودة ولكن عنيفة”، الهدف منها: ضرب القدرات التي راكمها حزب الله خلال السنوات الأخيرة.

تصعيد مرتقب وغارات قد تتضاعف

تشير التقديرات إلى أن إسرائيل تستعد لرفع مستوى عملياتها الجوية في الأسابيع المقبلة، وصولاً إلى وتيرة أعلى بعشر مرات مما كانت عليه سابقاً. يأتي ذلك استناداً إلى تقارير استخبارية تفيد بأن حزب الله أعاد بناء منشآته العسكرية ونجح في تطوير قدراته في مجال الطائرات المسيّرة والأنظمة الصاروخية، رغم القيود المفروضة على الحدود.

تحركات أميركية واستياء من المسار اللبناني

ووفق نوفل، فإنّ الإدارة الأميركية ألغت اجتماعات أمنية كانت مقررة مع شخصيات لبنانية رفيعة، في خطوة عُدّت مؤشراً على تغيّر في المزاج الأميركي، خصوصاً بعد بيان الجيش اللبناني الذي وصف إسرائيل بـ”العدو”. هذا التوصيف أثار استياء داخل واشنطن واعتُبر تجاوزاً للخطاب الذي كانت تدفع إليه الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية.

بالتوازي، عبّر أعضاء نافذون في الكونغرس—بينهم ليندسي غراهام وإرنست—عن عدم رضاهم عن أداء الجيش اللبناني، معتبرين أنّ المساعدات الأميركية لم تعد تحقق النتائج المتوقعة في ظل تنامي نفوذ حزب الله.

إيران وإسرائيل… صراع النفوذ

من جهة أخرى، ترى واشنطن أنّ إيران تعمل على تعزيز ارتباط حزب الله بالمشهد الميداني وعرقلة أي تسوية، في حين يدفع مسؤولون إسرائيليون باتجاه تسريع المواجهة قبل تغيّر الظروف الإقليمية. ويؤكد التقرير أنّ إسرائيل تسعى لفرض معادلة جديدة بالقوة، في وقت تتراجع فيه احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي قريب.

دبلوماسية مهددة بالانهيار

تخشى واشنطن أن يؤدي أي تصعيد إلى إحباط نحو تسعة أشهر من العمل الدبلوماسي المشترك بين الولايات المتحدة وفرنسا ودول الخليج والأمم المتحدة، القائم على محاولة دفع لبنان نحو مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع إسرائيل. غير أن توقيت الأحداث يشير إلى أنّ الجهود السياسية مهددة بالانهيار إذا استمر التصعيد.

مرحلة جديدة على الأبواب

تخلص معطيات التقرير إلى أنّ لبنان يدخل مرحلة شديدة الحساسية، في ظل غياب ضمانات حقيقية لوقف التصعيد، وتزايد القناعة لدى واشنطن وتل أبيب بأنّ المواجهة قد تكون الخيار الأقرب. وبين التحفّظ الأميركي التقليدي والاندفاعة الإسرائيلية نحو العمل العسكري، يبدو المشهد الإقليمي مفتوحاً على أكثر من احتمال، فيما تبقى الساحة اللبنانية الأكثر عرضة للتأثر بأي تغيير مفاجئ في الموقف الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews