رسالة من رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا

لا مكابس ولا براميل أسيد: “قول الحقيقة يثبت مأساتنا”
شروق سعد – مراسلين
في فيديو صُوِّر بتاريخ 22/11/2025 ونشرته رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا خلال جولة داخل السجن الشهير بـ”المسلخ البشري”، أوضحت الرابطة عدة مغالطات انتشرت حول القسم المهني في السجن، ووجّهت رسالة مباشرة إلى صُنّاع المحتوى والإعلاميين.

توضيح حول الأقسام المهنية داخل السجن
تنقلت الرابطة خلال الجولة بين الأقسام التي حظيت بأكبر قدر من الشائعات، مؤكدة أن هذه الأقسام كانت تضم:
• عيادة سنية
• ورشة خياطة
• ورشة نجارة
• فرنًا آليًا تابعًا للسجن
وقالت الرابطة إن هذه الأقسام كانت مُخصّصة لإعادة تأهيل السجناء القضائيين فقط، وليست للمعتقلين السياسيين، مشيرة إلى أنها توقفت تماماً بعد استعصاء عام 2008 في عهد مدير السجن لؤي يوسف.
برميل الأسيد… بين الروايات والحقيقة
وأظهرت الجولة ورشة النجارة، مؤكدين أنها كانت ورشة نجارة فقط وأن ما نُشر حولها مجرد شائعات.
أما برميل الأسيد الذي صُوِّر سابقًا على نطاق واسع، فقد بيّنت الرابطة أنه مجرد “شودير” لتنقية المياه والتدفئة، وليس له أي علاقة بتذويب الجثث كما جرى ترويجه. وأوضحت أن كثرة الروايات حول السجن دفعت الكثيرين لتصديق هذه الادعاءات.
مكبس صيدنايا”… القصة الحقيقية
وبالنسبة لـ”المكبس البشري” و”نظام المكابس” الذي انتشر بشدة في الإعلام والسوشيال ميديا، شرحت الرابطة أنه:
• مكبس أخشاب عادي
• مصنوع من مواد لا تسمح بأي عملية كبس للجثث
• استخدامه الأساسي صناعي وليس تعذيبياً
وأكدت الرابطة أن ما نُشر حوله لا يعدو كونه شائعات ضخمتها بعض المنصّات.
الحقيقة لا تنفي المأساة… بل تثبتها
صرّحت الرابطة أن هدف الفيديو ليس نفي الجرائم أو الدفاع عن أحد، مؤكدة:
“ما حدث في سجن صيدنايا يكفي… الحقيقة واضحة كالشمس، وهناك أناس اعتُقلوا وقُتلوا وعُذّبوا في هذا السجن.”
وأضافت أن قول الحقيقة ونفي الشائعات يسد الطريق أمام النظام وإيران لاستغلال الأكاذيب لتكذيب المآسي الحقيقية التي عاشها المعتقلون.
ووجّهت رسالة للإعلاميين وصنّاع المحتوى:
“الحقيقة التي حدثت تكفي… و(قول الحقيقة) هو ما يثبت روايتنا ويثبت مأساتنا.”
وأشارت إلى أن هذه الروايات للتاريخ، وأن تاريخ سوريا يكتب اليوم من جديد، والحفاظ على دقته يُحافظ على المصداقية.
صدمة وردود فعل متباينة
أثار الفيديو صدمة كبيرة لدى السوريين، خاصة بعد أن وثّق إعلاميون سابقاً هذه المعدات على أنها أدوات تعذيب استخدمها النظام لإخفاء جثث المعتقلين.
وتباينت ردود الفعل على الفيديو الذي نشرته منصة “تأكد” المتخصصة بالتحقق من الأخبار:
أحد المعلقين كتب:
“وين المعتقلين يا رابطة؟ إذا في فوق 100 ألف مفقود وبتقولوا لا تبالغوا… وين راحوا؟ إذا مو مكبسينهم بالمكبس، وينهم؟”
وعلّق آخر منتقداً التأخر في نشر التوضيح:
“ليش لهلأ؟ في ناس ماتت عأساس إنو في مكابس وبراميل أسيد. ليش أخفيتوا الحقيقة سنة كاملة؟ الله يسامحكم.
جدل لا ينتهي
ورغم تأكيد الرابطة أن هذا التوضيح لا ينفي التعذيب والقتل والتنكيل الذي حصل داخل السجن، إلا أن أصواتاً أخرى استمرت في التشكيك، معتبرة أنه “لا يوجد ما يمنع النظام السابق من استخدام هذه الآلات نفسها في التعذيب وإخفاء الجثث”.



