” غول الأوليغارشية الجشع…و إنسان الرقاقة”

بقلم : سيف الدين رحماني – كاتب صحفي وباحث أكاديمي
كيف تؤثر الأوليغارشية في العالم و ترزح على مفاصل المؤسسات الأمريكية، الرأي العام الأمريكي، السياسة الداخلية والخارجية الأمريكية و مندوبيها على مستوى العالم…؟
من الأمبراطوريات الطغمائية إلى الملكيات المطلقة إلى القيصريات البذخة فالشيوعية الظالمة فالديموقراطية الجشعة إلى الأوليغارشية المتوحشة…هي كرونولوجيا نظم متعاقبة بحثت في كيفية الهيمنة و السيطرة و بسط النفوذ وقتل ارادة الشعوب و من ثم اخصاء العقول و اخمادها غصبا و كرها عن التفكير والتفاعل فالتغيير. بحثت هذه النظم ودأبت كيف تخلي الطريق لها فتغدو مفروشة بالخضوع المطلق الصافي من شوائب الوعي المجتمعي الناضج المترجم بالثورات.
هي مركبات سلطية لم تبحث أبدا في رفاه الشعوب و اسقرارها بل بحثت في كيفية اخضاع الشعوب و اكراهها على الطاعة و المقادة كم تساق القطعان عند الظهيرة.
عصر ما بعد الحقيقة المرعب او ما بعد الانسانية المشيطنة هو الذي وصل اليه برادايم الحوكمة في آخر اصداراته الاصطناعية … انسان الرقاقة هذا الذي تريده الاوليغارشية المتوحشة اليوم.

قد أشار ألكسندر دوغين، الفيلسوف والمفكر السياسي الروسي المعروف بتوجهاته القومية والأوراسية، إلى الخطر الذي يتهدد العالم من هذا المركب، فأعرب عن موقفه السلبي الواضح من الأوليغارشية، خصوصًا بالشكل الذي تشكلت به في روسيا إذا ما اعتبرناها كحالة قلقة تقبل الدراسة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
ايمانويل تود الانثروبولوجي الفرنسي الذي عرج على انهيار الغرب و هزيمته بسبب شرذمة الاوليغارشية البغيضة التي تنخر عضام العالم. قطبا الجيوبوليتيكا و الانثروبولوجيا …استشرفا هذه النظرات و التبصرات الأولى.
أما ولابد من علامات لذالك و مؤشرات، فكانت ارهاصات تلك الهزيمة و الافول و الانحدار و إن كان ياخذ وقتا ليس ببعيد إلا أنه حتمي لا محالة… طوفان الاقصى و حرب أوكرانيا.
رفض دوغين الأوليغارشية الليبرالية و كان يرى أن الأوليغارشيين الذين سيطروا على الاقتصاد الروسي في التسعينيات بعد الخصخصة، هم جزء من مشروع ليبرالي-غربي يسعى لتفكيك الدولة الروسية وتقويض هويتها التقليدية والقومية.
تلك المجاميع الصغيرة من رجال الأعمال الذين كوّنوا ثروات ضخمة في عهد بوريس يلتسين، من خلال خصخصة الشركات الحكومية الكبرى في مجالات النفط، الغاز، المعادن، والبنوك.
كثير من هؤلاء الأفراد استفادوا من “قانون القروض مقابل الأسهم” (Loans-for-shares) آنذاك الذي منحهم السيطرة على أصول استراتيجية بأسعار زهيدة….كان هؤلاء رؤوس الاوليغارشية من أصول يهودية.
بوريس بيريزوفسكي
ميخائيل خودوركوفسكي
رومان أبراموفيتش
فلاديمير غوسينسكي
هذه الثلة اكتسبت نفوذًا اقتصاديًا كبيرًا، ما مكّنها من التأثير على السياسة ووسائل الإعلام
فتدخلوا في السياسة، خصوصًا في دعم حملات انتخابية (مثل دعمهم لحملة يلتسين عام 1996).
كثير منهم دعم “اللبرلة الاقتصادية” وارتبطوا بالشركات الغربية. في التسعينيات اذ كان لهم تأثير كبير على القرارات السياسية، وامتلكوا قنوات إعلامية مؤثرة.
لكن في عهد بوتين، تغيرت المعادلة:
تم تحجيمهم، وفرض عليهم “صفقة غير مكتوبة”: بأن تبقوا بعيدين عن السياسة، وسنترككم في أعمالكم.
فعمد بوتين إلى إعادة تركيز السلطة في يد الدولة وأجهزتها الأمنية، وقلّص من دور الأوليغارشية في الحكم. فواجه بعضهم حملات قمع (مثل خودوركوفسكي الذي سجن) و غادر آخرون البلاد (مثل بيريزوفسكي وغوسينسكي).
ادرك بوتين خطرهم فاستبدل كثيرًا من النفوذ القديم برجال أعمال موالين للكرملين يعرفون بـ”الأوليغارش الجدد” و دائما نسبح في فلك العوائل اللوبية.
اذ اعتبر بوتين الأوليغارشية الجديدة التي كونها و شكلها هو, أداة للهيمنة :
ففي فكر دوغين، الأوليغارشية لا تُنظر فقط من منظور اقتصادي، بل يُنظر إليها كأداة للهيمنة الغربية، إذ يرى أن الكثير من هؤلاء الأثرياء مرتبطون بالغرب، ثقافيًا واقتصاديًا، ويدينون بالولاء له أكثر من ولائهم لروسيا.

عندها دعا بوتين استنادا على فكر دوغين إلى دولة قوية تتفوق على سلطة الأوليغارشية، إذ كان عقل الجيوبوليتيكا الروسية الحديث ألكسندر دوغين يرى أن السلطة السياسية يجب أن تستعيد زمام المبادرة وتخضع المصالح الاقتصادية الخاصة لمصلحة الأمة.
ويسوق ذالك النموذج الأوراسي البديل ضمن رؤيته لمشروع “الأوراسية”، التي ضمنها كتابه النظرية السياسية الرابعة، فيدعو إلى اقتصاد لا يُحكم من قبل الأوليغارشية، بل من قبل الدولة والمجتمع المتناغم مع القيم التقليدية والثقافية الروسية، بعيدًا عن النموذج النيوليبرالي.
دوغين يعتبر الأوليغارشية تهديدًا لهوية روسيا وسيادتها، ويعارض اندماجهم مع الغرب أو سيطرتهم على القرار السياسي والاقتصادي. فيدعو إلى دولة مركزية قوية، بثقافة تقليدية وروحية، تتغلب على نفوذ هذه الطبقة.
أما إذا نظرت إلى هيكل الأوليغارشية في النموذج الليبرالي الغربي حيث تمثل امريكا مرتعا له، تجد أن الإدارة والسيطرة والحكم سياقات مختلفة تماما عن مسار الشيوعية في الشرق.
وإذا ما اخذنا الو.م.أ كدراسة حالة، نجد أن الخبراء، الاستراتيجية و السياسيين يرون أن ما يحكم السياسة الداخلية والخارجية في واشنطن اليوم و يتحكم في دواليب السلطة هو ثلاث مركبات حيوية فاعلة :
- المركب الصناعي العسكري
- مصانع الأفكار و مراكز think tanks
- اللوبيات و جماعات الضغط وأشهرها اللوبي الصهيوني AIPAC, J.STREET
الفاعل الخطير في كل هذه المرتكزات الثلاثة هي الاوليغارشية الصهيونية الجاثمة على عواتق الامريكيين و المخضعة لإرادة العالم من وراء دهاليس البيت الابيض و المتحكمة في مفاصل الحياة الدائرة حوالي الشعوب و التي تشكل أذرع أخطبوط اللوبي الصهيوني النشط في واشنطن.

فما أبانته الصهوينية العالمية عقب حرب غزة من إحكام سيطرة و فرض وجود صراح و تجبر بواح إزاء كل من واجهها من كيانات قانونية و منظمات دولية و رأي عام عالمي و قوانين أممية اظهر ماكان يخطط له وراء الاسترة و يحاك في الغرف المغلقة…فوضح للأعمى قبل البصير أن الصهيونية أصبحت تتماهى مع الربوبية و العياذ بالله…”لا تسأل عما يفعل و هم يسألون”، هذه هي فلسفة الصهيوأمريكية في عصر و مابعد الحداثة التي تلزِم غيرها بالقانون الدولي ولا تلتزم به وتعاقب مناؤيه وتلوي أذرعهم و تفتك بهم كيفما شاءت و لا رقيب و لا حسيب. بهذا تدوس هذه الشرذمة القليلة على منظومة العدالة الدولية غير آبهة بأحد…و تسوق قوانيناً تخيطها قَدَّ بنطالها قائلة أن ما يصلح لأمريكا يصلح لباقي العالم على فلتة لسان كوندوليزارايس.
وإلا مالذي جعل رئيس مجلس النواب الامريكي الجمهوري مايك جونسون يعد قانونا في خضم تفاصيل مداولات لاهاي 2024 عقب المجازر و جرائم الحرب المرتكبة في غزة. يعاقب بموجبه و من خلاله محكمة الجناية الدولية إن هي أصدرت أي مذكرة اعتقال دولية لامريكا و حلفاؤها و المقصود هنا الكيان الصهيوني، فصودق عليه في مجلس النواب قبل مجلس الشيوخ، المثير هنا ليس القانون بقدر من يقف خلفه، من اقترحه ومن سنّه و أي دافع دفعه و ليس هناك ضغط، جعل هذه الشرذمة المجلسية ترضخ طواعية لسدنة الحكم و السلطة و السياسة في البيت الابيض أشد و أنكى من ضغط الأوليغارشية المقيتة الأمريكية.
منذ دخلت هذه الاداة القانونية في 2002 الخدمة لم تتعرض للمعسكر الغربي و لا لحلفائه بلائحة تهم أو مذكرات اعتقال… و إن أصدرت تلك المذكرة فإنها لا تنفذ و تبقى مشروخة يقطر منها العجز و الوهن، كما حدث عندما صدرت مذكرة اعتقال في حق الصهيونية المتطرفة المجرمة وزيرة خارجية الكيان الصهيوني تسيبي ليفني في 2016 و لم تعتقل مع أنها وطئت مطار هيثرو الدولي بلندن. فلم تفعل بريطانيا شيئا و كأن هذه المحكمة أنشأت لمحاسبة الشرق عدا الغرب و الأفارقة السود عدا الإنسان الأبيض و منه يحق لنا القول أن هذه المحكمة سلطت سيفا على المستضعفين لا على غيرهم.

فإذا ما تساءلنا هل يمكن فعلا من خلال تشخيص أنثروبولوجي سياسي يقف على سرديات معينة كنموذج الديموقراطية الغربية توقعُ انهيار النظام الليبرالي كما توقع ايمانويل تود في كتابه “هزيمة الغرب” ذالك و نقول أنه قد انتهى فعلا بحرب أوكرانيا و ال7 اكتوبر و لم يعد موجودا إلا في خطابات صحفية سطحية رديئة…و تحليلات ضحلة مؤزومة….أن المنظومات السياسية القائمة في الدول الآن أصبحت فريسة بين فكي الاوليغارشية الجشعة المتوحشة التي سخرت الرجال و المال و الإعلام لاخضاع العالم و سيطرت على كل شيء و لم تعد خاضعة للديموقراطية….و منه أصبح جاريا ما يسمى بانفصام الليبرالية او المواجهة الطاحنة بين الديمقراطية و الاوليغارشية التي سخرت مندوبيها و هم الرؤساء المنتخبون…الذين يعملون لديها كموظفين يطبقون أجندتها و ينفذون أوامرها تحت غطاء مندوب رسمي لدى الرئاسة وهو رئيس الجمهورية يطبق اجندة الاوليغارشية و الكلام جار هنا على رؤساء الولايات المتحدة الامريكية….و الاسماك الصغيرة من دول الاتحاد الاوروبي
ومنه سيتوجب علينا من هنا و من وقت قريب ليس ببعيد أداء النشيد التأبيني لنظام الديمقراطية على نوتات موسيقى الريكويام الوسنانة لأنه فعلا يحتظر واصبح هرما و دخل طور التسلل الحضاري. فكبر عليه أربعا و أقبره.
لكن الذي اقبر النظام الديموقراطي هو نفسه الذي أسس للأوليغارشية و هي العائلات المتنفذة التي تشكل جماعات الضغط و تكوّنُ اللوبيات في العمق الاستراتيجي و مواقع النفوذ الحيوي عبر عواصم العالم الفارقة و المؤثرة.
.
أما تأثير هذه العائلات عبر كرونولوجيا التاريخ واقعيٌّ للغاية، غير أنه يختلف اختلافًا كبيرًا باختلاف العصر والمجال من خلال (الاقتصاد، المصارف، السياسة، الصناعة … )
ففعلا كان لهم تاريخ طويل في التمويل والدبلوماسية وتمويل السياسة، و المؤسسات الصحية، و المنظمات الأممية، العمالة، التوزيع العالمي، الضغط ضد النقابات، تمويل السياسة المحافظة والبيئية، توجيه الرأي العام حول السياسة الأمريكية والبريطانية و الأوروبية، التأثير على أسواق الطاقة والسياسة الجيوسياسية، تمويل مؤسسات البحث العلمي والتكنولوجيا، احتكار الثروات وزيادة الفجوة بين الفقراء والأغنياء، شراء النفوذ السياسي وتضييق الديمقراطية، توفير ملايين فرص العمل و التحكم في مصائر الموظفيين،
تحكم غير شفاف في أولويات الاقتصاد العالمي.

نستعرض هنا أشهر هذه العائلات الأوليغارشية الحاكمة في عواصم أوروبا و أمريكا و المتنفذة جيوسياسيا و اقتصاديا في العالم بل و تحكم بقبضة من حديد:
🔹 1. عائلة روتشيلد ذات الأصول اليهودية الألمانية التي رسخت مكانتها كقوة مصرفية في القرن الثامن عشر مع ماير أمشيل روتشيلد في فرانكفورت. أين أسس أبناؤهم الخمسة بنوكًا في عواصم أوروبية مختلفة (لندن، باريس، برلين، نابولي، فيينا). فكان لهم دور تاريخي: في التمويل الحكومي (لا سيما الحروب النابليونية)، وتطوير السكك الحديدية، ومشاريع البنى التحتية.
مازال إلى اليوم نفوذهم أكثر انتشارًا. إذ لا يزالون نشطين في مجال التمويل و مشتقاته.
اما العائلة المتنفذة في واشنطن و التي تمثل عصب اللوبي الصهيوني في الو.م.أ هي العائلة النفطية:
🔹 2. عائلة روكفلر ذات الاصول اليهودية، أسس جون د. روكفلر شركة ستاندرد أويل عام ١٨٧٠، ليصبح أول ملياردير أمريكي. فيسيطر بذالك على سوق النفط الأمريكي، و يحصّل النفوذ السياسي غير المباشر، من التمويلات الضخمة في ( السياسة، الاقتصاد، التعليم، والأمم المتحدة).
وهو من قال نحن ننتقي الأوسخ و نضعه على رأس حكومات العالم الثالث،
اليوم أصبح آل روكفيلر يكرسون لسلطة أكثر مؤسسية تتماهى مع أجندتهم التي تخدم الصهيونية (من خلال مؤسساتهم الظليعة في الو.م.أ).
🔹 3. أما عائلة والتون لوبي التجارة العالمية… ذات الأصل اليهودي أيضا أين أسس سام والتون شركة وول مارت عام ١٩٦٢.
فأصبحت وول مارت بذالك تعد أكبر جهة توظيف خاصة في العالم، وواحدة من أكبر الشركات التجارية من حيث الإيرادات.
اليوم: تُعد عائلة والتون من أغنى العائلات في العالم، ولها نفوذ هائل على الاستهلاك، والخدمات اللوجستية، وسياسة العمل في الولايات المتحدة. تتحكم في الامن الغذائي و رفاه المواطن الامريكي و الصادرات و الواردات الأمريكية و من ثم السياسة الداخلية في الو.م.أ و الخارجية.
🔹 4. عائلة كوخ المتنفذة في عالم الصناعة و السياسة ذات الأصول اليهودية، أسس تشارلز وديفيد كوخ شركة كوخ للصناعات، وهي تكتل متخصص في الطاقة والكيماويات والمواد.
أما تأثيرهم فيعرفون بتمويلهم لشبكة واسعة من المنظمات السياسية المحافظة والليبرالية في الولايات المتحدة. لهم نفوذ سياسي كبير من خلال مراكز الفكر و صناعة الافكار وجماعات الضغط والحملات الانتخابية للحزبين الجمهوري و الديموقراطي

- أما عائلة مردوخ (Murdoch)، وعلى رأسها روبرت مردوخ (Rupert Murdoch)، المؤسس لاكبر إمبراطورية إعلام في امريكا. هذه العائلة التي تُعد من أكثر العائلات الصهيونية تأثيرًا في الإعلام الأمريكي والعالمي خلال العقود الأخيرة. تأثيرهم لا ينبع فقط من الثروة، بل من السيطرة الواسعة على وسائل الإعلام التي تؤثر في الرأي العام والسياسة. و ابرزها إمبراطورية الإعلام السمعي و البصري إلى الصحافة المكتوبة و أشهر هذه القنوات Fox News و سنتحدث عن هذه العائلة الصهيونية بإسهاب في مبحث آخر اذ لا تكفي هذه الاحاطة المقتضبة، لمدى تأثيرهم في السياسة الداخلية و الخارجية لامريكا و الاقتصاد و منه الاقتصاد العالمي….
يؤكد ذالك نعوم تشومسكي عالم اللسانيات و الفلسفة السياسية في كتابه ” من يحكم العالم” و يسلّط الضوء على دور الشركات الكبرى في صياغة السياسات الأمريكية، ويقول إن من “يحكم العالم” ليس الحكومات بقدر ما هي تحالفات بين النخب الاقتصادية والسياسية. نشير إليها بمفهوم الاوليغارشية، و العائلات الصهيونية المتنفذة عصب اللوبي الصهيوني.

ينتقد في كتاب آخر هو “ماذا يريد العم سام” العولمة النيوليبرالية التي تقودها الو.م.أ و التي تُضعف حقوق الشعوب وتحمي أرباح الشركات و من يمتلكها
فمن خلال ما سبق يتضح أن لهذه العائلات، نفوذٌ كبير، و قوي، تتمتع بـ”سيطرة عالمية”. ينبع نفوذها من قدرتها على الاستثمار الاحتكار والتأثير في قطاعات حساسة تُشكّل تحالفًا سريًا يحكم العالم.
يقول تشومسكي في احدى فقراته”من يحكم العالم؟ الجواب لا يوجد في الخطابات الرسمية، بل في من يتحكم بالأسلحة والمال والمعلومات.”
هو الذي يهندس ديناميكيات القوة العالمية.
فإذا القيت نظرة من نافذة الإقتصاد تجد اتجاه النمو الاقتصادي العالمي (2024) أن ثروة العالم أو إجمالي الدخل الصافي يصل حوالي 500-600 تريليون دولار أمريكي و هو رقم ضخم و هائل يشمل الممتلكات، والأصول، والالتزامات، وغيرها من الأصول، وصافي الدين.
نجد أن 10% من رؤوس الاموال في العالم يسيطرون على ثلاث ارباع ثروة العالم 75% من إجمالي الثروة.
الاوليغارشية تشكل فقط 1% من اجمالي رؤوس الاموال في العالم لكنها تسيطر على حوالي 40-45% أي تقريباً نصف ثروة العالم.
هذه الاوليغارشية تحكم العالم مباشرة، و تؤثر فيه بعمق، سواء عبر المال، الإعلام أو السياسة. هذا التأثير يخدم مصالح الصهيونية في كل نقطة توجد بها أو تريد التواجد بها. و بغيابخ غياب شفافية النقل و احقية المحاسبة تثار أسئلة حول العدالة الاجتماعية والتمثيل الشعبي الحقيقي في اوساط هذه الوحدات السياسية في العالم.
الذي تريده الاوليغارشية الصهيونية البغيضة هو جعل زفير الإنسانية يخمد إلى الأبد…و ينتقل الإنسان بعدها إلى عصر post humanity أي عصر مابعد الانسانية الروبوتيكي أين يتحول فيه الإنسان البشري إلى انساني آلي أو إنسان الرقاقة بشري مزود برقاقة الكترونية مبرمج لا يسأل عن السياسة و لا يرافع عن حقوقه و لا يحتج و لا يتظاهر…يعمل كالالة و لا يتعب و يأكل كالحيوان لا يسأل ومجرد من الأحاسيس كالجماد لا يشعر تماما كما صوره قلم المتباين أو The Divergent
فهل سيدخل العالم عصر ما بعد العولمة المنفلتة بصفوف مرتبكة و كثير من السرديات المؤزومة التي تحتاج رتقا بعد أن فتقت كسردية العدالة الدولية مثلا…. أو يدخل في عصر مابعد الحقيقة و هو الأخطر على دول الشرق الأوسط و شمال إفريقيا في برادايم التأقلم و حتمية التموقع.




