محمد سمير طحان – خاص مراسلين

دمشق – أُلغى محافظ حمص فعالية الحفل الموسيقي للموسيقار مالك جندلي في ساحة الساعة بمدينة حمص، ضمن الجولة الفنية “سيمفونية سورية من أجل السلام”مما أثار جدلاً واسعاً بين الجمهور السوري.
كان من المقرر أن تبدأ الجولة بحفل مفتوح مجاني في ساحة الساعة، يليه عرض في المركز الثقافي بحمص، وأمسيتان في دار الأوبرا بدمشق.

في بيان رسمي حصلت “شبكة مراسلين” على نسخة منه ، أوضح مالك جندلي أن الجولة كانت تهدف للوصول إلى أكبر عدد من السوريين، وتضمن عرضاً رمزياً في ساحة الساعة التي تحظى بمكانة مهمة في ذاكرة الثورة السورية، إذ صُمم الحفل هناك ليتفاعل الجمهور بشكل مباشر مع الموسيقى التي تحاكي شعارات الثورة وهتافاتها. ورغم الاتفاق مع الجهات الرسمية، ووزارة الثقافة، على تقليص البرنامج ليقتصر على حمص ودمشق، جاء الإلغاء المفاجئ لساحة الساعة قبل ساعات من موعد الحفل، مع تبريرات متباينة بين أسباب أمنية ولوجستية.

وأشار جندلي إلى أن إلغاء الحفل في ساحة الساعة يشكل إلغاءً للصيغة الفنية والرمزية الأساسية للمشروع، وليس مجرد تعديل تنظيمي، لذلك قرر الاعتذار عن إتمام الجولة في هذه الظروف، مؤكداً حرصه على احترام رسالة العمل الفني وتضحيات السوريين، واستعداده لإعادة التفكير بالجولة حين تتوفر الظروف المناسبة.

من جانب آخر، نقلت وسائل إعلام محلية أن إلغاء الحفل جاء لأسباب أمنية ولوجستية وتقنية، وأكدت أن الحفل اقتصر على المركز الثقافي فقط. وأكد ناشطون أن المحافظة هي من ألغت الحفل في الساحة، الأمر الذي أثار حالة من الحساسية والتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً باعتبار حمص مسقط رأس الموسيقار وجزءاً مهماً من ذاكرة المشروع.

مالك جندلي، الذي يعيش في نيويورك وأسس منظمة “بيانو من أجل السلام”، يعتبر من أبرز الفنانين السوريين الذين عبروا عن معارضتهم للنظام السابق واستخدموا موسيقاهم كأداة سلام.

بدا أن جولته الموسيقية في سوريا كانت تحمل رسالة تأكيد على السلام والتعايش والتقدير لتضحيات الشعب السوري عبر الأداء في أماكن تشكل رموزاً للذاكرة الوطنية والاحتجاج.

هذا الإلغاء يُلقي الضوء على التحديات التي تواجه الفضاء الثقافي والفني في سوريا، خصوصاً عند محاولة تقديم محتوى فني يحمل رسائل سياسية واجتماعية في سياقات محلية حساسة.