قال وزير الري الأسبق الدكتور محمد نصر علام، إن موارد مصر االمائية لن تكفي لري وزراعة 10 أو 11 مليون فدان التي تطمح الدولة في زراعتها، مؤكدا أن ما يحدث من توسيع الرقعة الزراعية في الصحراء الغربية وإن كان جيدا لكنه قد يكون إهدارا للمياه الجوفية غير المتجددة هناك.
وقال علام في منشور طويل على صفحته الرسمية بموقع “فيس بوك” اليوم الجمعة: “هناك فرق كبير بين الوطنية النابعة من حب الأرض والعرض وبين حب النموذج الغربي أو التيارات الاسلامية حتى ولو على حساب المصلحة القومية.
وهناك فرق بين حكومة تعمل ماتراه (هى) صالحا للدولة والشعب، وبين حكومة تدرس اولا وتناقش احتياجات الدولة والشعب مع أصحاب المصلحة وهم الشعب.
وهناك فرق بين برلمان لا يفعل الا مايؤمر به وبرلمان يناقش من وجهة نظر الشعب برامج الحكومة وأداء النظام السياسي.
هناك فرق بين اعلام ظاهره المدح المستمر عمال على بطال، وبين اعلام يعرض الحقائق بالنقد البناء والمدح المستحق.
هناك فرق بين التنمية الايجابية وبين التنمية الهامشية التى قد تنحصر عوائدها لفئات ولفترات محدودة.
التنمية الحقيقية فى دولة محدودة الموارد تتمثل في خلق فرص جديدة للنمو وأن تكون قادرة على استيعاب كم كبير من العمالة وتحقيق عائد اقتصادى متزايد مع الزمن، وليس هناك (في رأيي) أفضل من الصناعة وزيادة التجارة البينية والسياحة.
محدودية الموارد المائية تمثل عائقا حقيقيا امام الدولة في مخططاتها الزراعية، والغذاء وتوفيره يمثل أحد التحديات والمعوقات الرئيسية فى مصر. وبلا أى شك، التوسعات الزراعية ستكون محدودة ومكلفة وعائدها الاقتصادي محدود. والأمل في الصناعة في توفير الموارد المالية اللازمة لتوفير العجز في الغذاء.
للتوضيح، مصر لو استخدمت كل حصتها المائية في الزراعة (فقط) بدون شرب أو صناعة، فان الحصة لن تكفي زراعة ١٠-١١ مليون فدان، وذلك اذا رفعنا الكفاءة المائية في الزراعة الى ٨٠٪. والمساحة الزراعية حاليا فى حدود ٨.٥ مليون فدان، أى لا نستطيع التوسع في اكثر من ٢ مليون فدان في حالة اذا لم نشرب أو نصنع. فما بال لو خصمنا من حصتنا المائية استخداماتنا لمياه الشرب والصناعة!؟
والمياه الجوفية العميقة في الصحراء الغربية غير متجددة ومحدودة، والزيادة في استخدامها سيعجل من نفاذها، ولذلك يجب علينا الحرص الشديد في التوسع في استخداماتها. هناك فرق بين التنمية طويلة الأجل والتنمية المؤقتة.
هذه خواطر سريعة حولنا كشعب وحكومة وبرلمان وموارد وتنمية وتحديات، ونسأل الله التوفيق والرشاد”.
