سعيد محمد / طنجة, المغرب
مدينة طنجة، الواقعة في أقصى شمال المغرب عند مضيق جبل طارق، تُعد من أعرق مدن البحر الأبيض المتوسط وأكثرها غنى من حيث التاريخ والتنوع الثقافي. فهي مدينة تجمع بين الطابع العربي والأمازيغي والأندلسي والإفريقي، إضافة إلى تأثيرات أوروبية واضحة بحكم موقعها الاستراتيجي وقربها من القارة الأوروبية.
عرفت طنجة عبر التاريخ حضارات متعددة: الفينيقيون، الرومان، العرب المسلمون، ثم الاستعمار الأوروبي. هذا التراكم جعلها مدينة ذات هوية معمارية وثقافية متنوعة.
أكثر ما يميز طنجة القديمة (المدينة العتيقة) هو شبكة شوارعها الضيقة والمتعرجة، التي تعكس الطابع الأندلسي-المغربي الأصيل. هذه الشوارع ليست مجرد ممرات بل فضاءات اجتماعية وثقافية، حيث تنتشر الأسواق التقليدية، الدكاكين الصغيرة، والمنازل ذات الأبواب المزخرفة.
المدينة العتيقة: شوارعها الضيقة مليئة بالحياة اليومية، حيث يلتقي السكان والزوار بين الأسواق الشعبية والورشات التقليدية.
الأزقة المتدرجة: كثير من الأزقة تصعد أو تنحدر بفعل طبيعة المدينة الجبلية، مما يمنحها طابعاً خاصاً ومناظراً جميلة تطل على البحر.
المنازل المتقابلة: ضيق الشوارع جعل البيوت متقاربة، ما يضفي شعوراً بالدفء والحميمية، ويمنح المارة ظلالاً طبيعية تحميهم من حرارة الصيف.
هذه الشوارع الضيقة تُعتبر جزءاً من الهوية السياحية لطنجة. فهي تجذب الزوار الباحثين عن تجربة أصيلة، حيث يمكنهم استكشاف الأسواق التقليدية، زيارة المساجد والزوايا القديمة، أو الجلوس في مقاهٍ تاريخية تطل على البحر.
شوارع طنجة الضيقة ليست مجرد ممرات، بل هي ذاكرة حية تعكس تاريخ المدينة وثقافتها. إنها تشهد على تعاقب الحضارات وتبرز جمال العمارة التقليدية، مما يجعل طنجة وجهة ساحرة تجمع بين الأصالة والانفتاح.
