“سنهاجم إيران مرة أخرى”… تصريحات إسرائيلية تنذر بحرب جديدة بين تل أبيب وطهران

تقرير: علي زم/ طهران
حذر المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية من أن بلاده ستشهد جولة جديدة من الصراع مع إيران، واعتبر الحرب التي استمرت 12 يوماً نجاحاً لإسرائيل، مشيراً إلى أن المسؤولين الإيرانيين الذين يشعرون “بالإذلال” سيستثمرون مبالغ طائلة للتحضير للجولة المقبلة.
وفي تقرير لـ “تايمز أوف إسرائيل” قال أمير بارام، في كلمة ألقاها يوم الإثنين 15 سبتمبر 2025، إن الحرب التي دارت لمدة 12 يوماً بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية “انتهت بانتصار واضح لإسرائيل، لكن جولات أخرى ضد إيران قادمة”. وأضاف أن “الإيرانيين يشعرون بالإذلال ولهذا السبب سيستثمرون مبالغ طائلة في الدفاع وتقوية قواتهم”.
تكلفة الهجمات والاعتماد على المجلس الأعلى للتسليح
وأعلن بارام، خلال مؤتمر نظمته وزارة المالية الإسرائيلية، عن تكاليف هجمات إسرائيل على الحوثيين في اليمن وتكاليف اعتراض صواريخ مجموعات محسوبة على إيران، وأشار إلى أن الوزارة تعمل على إنشاء “المجلس الأعلى للتسليح” يتيح لإسرائيل تسريع جاهزيتها للحرب مع إيران ومع خصوم بعيدين آخرين “بشكل ملحوظ”.
وأضاف بارام أن وزارة الدفاع تعمل على ثلاث آفاق زمنية للحفاظ على “التميز العسكري”: “المدى القصير: اللوجستيات؛ المدى المتوسط: تحسين الجاهزية للعقد القادم؛ والمدى الطويل: تطوير أنظمة تسليح تحويلية لساحات القتال المستقبلية”.
الاقتصاد الأمني وتكاليف العمليات العسكرية
وتحدث المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية عن فكرة “الاقتصاد الأمني” مشيراً إلى هجوم إسرائيل على حزب الله في لبنان وقيامها بقتل عدد كبير من عناصره بواسطة ما وصفها بـ”أجهزة تفجير مرتبطة بأجهزة النداء (البيجر)”، وقال إنه يجب الاستثمار الآن في “المفاجآت والعمليات المقبلة”.
وبحسب بارام، فإن هجمات إسرائيل على الحوثيين في اليمن تكلف في المتوسط نحو 50 مليون شيكل (ما يقارب 15 مليون دولار) لكل عملية. وأكد أن لهذه الهجمات “تأثيراً واسعاً على الردع وموقع إسرائيل العالمي”. كما ذكر أن اعتراض الصواريخ باستخدام منظومة الدفاع الصاروخي Arrow 3 يكلف بين 15 و30 مليون شيكل (حوالي 4.5 إلى 9 ملايين دولار)، لكن “الخسائر الناجمة عن فشل اعتراض واحد قد تصل إلى نحو 300 مليون شيكل (حوالي 90 مليون دولار)”.
وتعد منظومة Arrow 3 من بين أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تطوراً لدى إسرائيل ومصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية طويلة المدى.
فجوة زمنية في زمن الإمداد بين إسرائيل وإيران
وقال بارام إن إسرائيل أنشأت ونشرت منظومات دفاع صاروخي متقدمة تمنحها قدرة كبيرة على مواجهة التهديدات الصاروخية، خصوصاً من إيران، لكن التهديدات الإيرانية المعقدة والمتنوعة تبقى تحدياً خطيراً للأمن الإسرائيلي. ومن وجهة نظر كبار المسؤولين الإسرائيليين، يستلزم التصدي لهذه التهديدات استمرار تطوير وتحسين الأنظمة الدفاعية بالتوازي مع التعاون الدولي.
كما شدد على ضرورة “إحداث تحول جذري في عمليات إنتاج وتوريد الأنظمة الدفاعية والقتالية الحيوية” مشيراً إلى أن العملية التي “ينفذها النظام الإيراني في شهر واحد تتطلب في إسرائيل شهوراً أو حتى سنوات لإتمامها”.
ورغم إلغاء بعض الدول عقودها الدفاعية مع إسرائيل، أفاد بارام أن وزارة الدفاع الإسرائيلية وقعت الأسبوع الماضي عقود تصدير عسكرية بقيمة 2.5 مليار دولار. وأضاف: “لا أستطيع ذكر أسماء الدول، لكنهم يفهمون أهمية الاستثمار طويل الأمد في الدفاع في عالم غير مستقر”.
انتقادات الهجوم على قطر وتبرير نتنياهو
تزامن تصريح المدير العام لوزارة الدفاع مع رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يستضيف وزير الخارجية الأمريكي، على الانتقادات الموجهة لهجوم إسرائيل على قطر في الأسبوع السابق، واصفاً هذه الانتقادات بأنها “نفاق ورياء عظيمان”.
وأشار نتنياهو إلى القرار رقم 1373 الصادر عن الأمم المتحدة بعد 11 سبتمبر والذي ينص على أن “لا دولة يمكنها أن تؤوي الإرهابيين أو توفر ملاذاً آمناً لهم”. ولتبرير هجوم إسرائيل على قطر أشار نتنياهو إلى هجوم الولايات المتحدة على ملاذات في باكستان وقال: «تصرفت الولايات المتحدة بشجاعة ضد الملاذات الإرهابية التي أُتيحت لتنظيم القاعدة في أفغانستان، ذلك الملاذ نفسه الذي وُفر لقائد الإرهابيين أسامة بن لادن في باكستان».
وانتقد نتنياهو من وصفوا الهجوم على قطر بانتهاك سيادة الدولة، قائلاً: «لا تملكوا هذه السيادة عملياً حين توفرون مقرات للإرهابيين». وأضاف أن إسرائيل لم تنجح في قتل قادة حماس في هجومها على قطر، لكنها وجهت من خلاله “رسالة مركزية” مفادها: “يمكنكم الاختباء والفرار، لكننا سنصل إليكم”.
وتابع نتنياهو قائلاً إن المباني التي تُدمّر في غزة هي “قواعد لحماس” وأن العالم بحاجة إلى “إعادة ترتيب أولوياته وواقعه تجاه غزة”.
بدوره، رد ماركو روبيو، على سؤال حول غضب حلفاء قطر في الخليج بسبب الاعتداء الإسرائيلي، بالقول إن “بعض المبادئ الأساسية لا تزال قائمة ويجب التعامل معها بغض النظر عما حدث”. وأضاف أن الرهائن لا يزالون في قبضة حماس وأن “هذا التنظيم يجب أن يُباد”.
ووصف روبيو موجة الاعتراف بدولة فلسطين بأنها “عائق أمام السلام” يجعل “حماس أكثر جرأة”.