
علي زم / طهران
أعلن الرئيس الفرنسي مساء الخميس أن “آلية الزناد” لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران ستُفعل في نهاية سبتمبر، في خطوة تعكس فشل الجهود الأوروبية للتوصل إلى اتفاق مع طهران.
ووفقاً لوكالات، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن هذه الآلية ستؤدي إلى إعادة العقوبات الأممية المفروضة على إيران مع نهاية الشهر الجاري.
وأظهرت تصريحات ماكرون، التي جاءت في مقابلة مع القناة الإسرائيلية “القناة 12″، أن مساعي التفاهم بين القوى الأوروبية وطهران قد باءت بالفشل، الأمر الذي يعني أن إيران ستواجه أضراراً اقتصادية أشد، فيما سيتوقف عملياً أي إشراف دولي على موادها ومنشآتها النووية.
وفي السياق، من المنتظر أن يجري مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل عملية تصويت حول إعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من جانبها، هددت طهران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT) رداً على هذه الخطوة، غير أن الدبلوماسيين الأوروبيين يستبعدون أن تقدم على ذلك.
وبموجب آلية الزناد، فإن جميع العقوبات التي أوقفها الاتفاق النووي لعام 2015 ستعود تلقائياً إلى التنفيذ.
وتعتبر إيران أن العقوبات الجديدة “غير مشروعة”، على أساس أنها لم تستفد بالكامل من مزايا الاتفاق منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018. كما رفضت السلطات الإيرانية العودة إلى المفاوضات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلة إنها كانت تفاوض قبل أن تتعرض “للقصف من قبل أميركا وإسرائيل”.
وعند سؤاله إن كانت عودة العقوبات مؤكدة، أجاب ماكرون: “نعم، أعتقد ذلك. لأن آخر الأخبار التي وصلتنا من الطرف الإيراني ليست جدية”.
وأضاف أن عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، “حاول أن يقدم مقترحاً معقولاً للتوصل إلى تفاهم مع الأوروبيين، لكنه لم يحظَ بدعم باقي أركان النظام الإيراني”.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، عرضت طهران اقتراحاً جديداً على الدول الأوروبية الثلاث: فرنسا وألمانيا وبريطانيا، نصّ على أن تؤخر أوروبا تفعيل آلية الزناد عدة أشهر مقابل القيام بخطوات في برنامجها النووي واستئناف المحادثات مع واشنطن.
غير أن مصدراً مطلعاً لقناة دوتشيه فيليه (DW) صرّح في مؤتمر صحفي الخميس بأن “الدول الأوروبية الثلاث رأت أن هذا العرض غير كافٍ من حيث المضمون، إذ إن إيران طالبت بتأجيل طويل أو حتى إلغاء كامل للآلية، بينما لم تقدم سوى إعلان نيات، دون أي خطوات عملية ملموسة”.
وأضاف المصدر أن “الدول الأوروبية ما زالت ملتزمة بالمسار الدبلوماسي، وهي مستعدة للحوار مع إيران في أي وقت، بما في ذلك الأسبوع المقبل في نيويورك”.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، حذّر مسؤولون أوروبيون يوم الأربعاء الماضي إيران من أنها لم تقم بالإجراءات اللازمة لتفادي إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على برنامجها النووي، مشيرين إلى أن الوقت ينفد.
هذه التصريحات جاءت من وزارة الخارجية الألمانية والاتحاد الأوروبي عقب اتصالات بين إيران وممثلي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وكذلك كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
وقالت كالاس في بيان: “النافذة لإيجاد حل دبلوماسي في الملف النووي الإيراني تُغلق بسرعة”.
وأضافت: “على طهران أن تُظهر خطوات جدية وملموسة استجابة لمطالب فرنسا وبريطانيا وألمانيا، ويعني ذلك تعاوناً كاملاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والسماح بعمليات التفتيش من دون تأخير في جميع المواقع النووية”.
كما ذكرت وزارة الخارجية الألمانية بشكل منفصل عبر منصة “إكس” أن “إيران لم تتخذ بعد الخطوات المعقولة والضرورية لتجنب إعادة فرض العقوبات الأممية”.