إدلب تستضيف ورشة حول مدونة السلوك المهني لتعزيز أخلاقيات الصحافة في سوريا

مصطفى حاج سلوم – ادلب – مراسلين
عقدت في إدلب ورشة عمل برعاية وزارة الإعلام السورية وبحضور مؤسسات صحفية مستقلة وعدد من الصحفيين خصصت لمناقشة مدونة السلوك المهني للصحفيين و تندرج هذه الورشة ضمن مسار متدرج تعمل عليه الوزارة بهدف إرساء إطار مهني وأخلاقي واضح ينظم الممارسة الصحفية في سوريا ويعزز قيم الشفافية والمصداقية والمسؤولية المجتمعية في العمل الإعلامي
جهود مستمرة لتعزيز المهنية الصحفية
بدأت وزارة الإعلام السورية في الأيام الأخيرة تنظيم ورش عمل في عدة مدن سورية تهدف إلى تطوير بيئة العمل الصحفي وإعداد مدونة سلوك مهنية وأخلاقية شاملة للصحفيين. وتتركز هذه المبادرات على تعزيز المعايير المهنية والأخلاقية في الصحافة السورية إضافة إلى صياغة وثيقة تضمن حماية حقوق الصحفيين والمجتمع من الانتهاكات والتحريض والعنف والتمييز.
وفي هذا الإطار قال الصحفي ومنظم الورشة ” اكرم الاحمد ” لشبكة مراسلين خلال الورشة “سوريا بعد 14 سنة من القتل والتدمير والتجييش تحتاج إلى مدونة سلوك مثل كل الدول التي مرت بظروف صعبة”.
وتنبع اهمية المدونة من قدرتها على حماية الحريات والحقوق بالإضافة إلى مساهمتها في ترسيخ السلم المجتمعي وتخفيف التصادم الحاصل حالياً بين مكونات المجتمع السوري كما تساهم المدونة في تعزيز ثقة الجمهور بالإعلام.
كما أكد مدير شؤون الصحفيين في وزارة الإعلام
“عمر حاج احمد” لشبكة مراسلين ان وزارة الإعلام ترى أنه يجب أن يكون هناك حالياً مدونة سلوك مهنية تفصيلية تشرع أخلاقيات الصحافة وتؤثر في العمل الصحفي والمهني ضمن معايير مهنية وأخلاقية المعروفة في المعاهدات الدولية والمواثيق العالمية”
مشاركة المؤسسات الصحفية والصحفيين المستقلين
وأكد المشاركون على أهمية مدونة السلوك كأداة لضمان التزام الإعلام بالمعايير المهنية مشيرين إلى أن هذه المبادرة تعزز ثقة الجمهور بالإعلام المحلي وتدعم مساعي بناء إعلام مسؤول ومستقل.
وأوضح الصحفي “معاذ عباس ” متدرب ضمن الورشة ان الورشة مهم جداً لمعرفة مدونة السلوك من خلال نقاش المحاور التي اعتمدت عليها.
آلية تطبيق مدونة السلوك المهني
أوضح المنظم المسؤول عن الورشة “كرم الاحمد ” أن تطبيق مدونة السلوك سيتم استناداً إلى المقترحات التي تقدم بها الصحفيون والمؤسسات الصحفية خلال الورش واللقاءات الميدانية بحيث تعمل وزارة الإعلام على دراسة هذه المقترحات وتحويلها إلى آليات عملية للتطبيق والمتابعة وقال: “هدفنا هو إشراك الجميع في صياغة طرق التطبيق لضمان أن تكون المدونة عملية قابلة للتنفيذ وتلبي احتياجات الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في مختلف المحافظات”.
كما اكد ” عمر حاج احمد ان مدونة السلوك المهني ضرورية جدا في الفترة الحالية بسبب ما يشهده الإعلام في سوريا سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو في المؤسسات الإعلامية من خطاب كراهية وصراعات طائفية و إشكاليات متعددة ضمن المحتوى الإعلامي.
وقد قدم المشاركون عدة مقترحات من أبرزها: تشكيل لجنة متابعة مشتركة بين الحكومة المؤسسات الإعلامية المستقلة نقابات الصحفيين و وزارة العدل ووزارة الإعلام
إقامة مؤتمر جامع لانتخاب لجنة مختصة بمتابعة تطبيق المدونة. وتوقيع كل مؤسسة على المدونة مع انتداب ممثل لها وإيجاد تمثيل فردي عام للصحفيين يتم من خلاله انتخاب لجنة لرصد وتطبيق المدونة. بالاضافة، إنشاء آليات تقييم دورية تشمل مراجعة المحتوى الإعلامي متابعة الممارسات الصحفية وتقديم توصيات تصحيحية عند الحاجة. تطوير برامج تدريبية للصحفيين لتعريفهم بالمعايير المهنية والأخلاقية للمدونة وضمان تطبيقها بشكل عملي.
تمثل ورش العمل ومناقشات مدونة السلوك خطوة مهمة نحو تعزيز المهنية والأخلاقيات الصحفية في سوريا بعد سنوات طويلة من الحرب والتحديات.

