“بس أرجع بفرجيكم”

بقلم : أمجد أبو عرفة/ القدس-مراسلين
لقد كانت صدمة رغم أنها كانت متوقعة ، تلك صفعة وجهتها دول غربية وازنة لإسرائيل على رأسها فرنسا وبريطانيا وبلجيكا ، وكانت دول أخرى قد سبقتها بإعلان إعترافها بالدولة الفلسطينية ، اعتراف جاء متأخرا جدا لكنه أثلج صدور كثيرين من العرب ومناصري الشعب الفلسطيني رغم أن قيمته الحقيقية مرهونة بنتائجه على الأرض، لا بحبر ألقي على ورق ولا بخطاب صفقت لسماعه الأمم، متحدة كانت أم غير متحدة .
كان قادة إسرائيل يمنون النفس أن لا يصدق المهددون، بل ويتراجعون عن تهديداتهم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنهم صُعقوا، فقاطعوا جلسات الهيئة العامة للأمم المتحدة، استشاطوا غضبا، وعبروا عن سخطهم وأطلقوا تهديداتهم السموتريتشية بضم الضفة الغربية وتهجير الفلسطينيين والقضاء تماما على فكرة حل الدولتين، أكثرهم حكمة في رده كان رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو عندما أجاب سائليه “سأريكم عندما أعود”.
لم يكن رد نتنياهو هذا عاديا ولكنه يحمل في طياته تهديدا مبطنا مفاده أن الرد سيكون ما ترون لا ما تسمعون، وشتان هنا بين رده ورد قادة الدول العربية والإسلامية على قصف الدوحة والإبادة المستمرة في غزة.
فماذا سيفعل بنيامين ؟ هذا سؤال ينتظر إجابته الإسرائيليون أكثر من غيرهم، ينتظرون الإجابة وأيديهم على قلوبهم، فهل كانت تنقصنا الهزائم الدبلوماسية والسياسية من بعد تلك الإقتصادية منها وحتى العسكرية في غزة ؟! يتساءلون … فالإهانة أشد من العقاب.
لقد تعب الإسرائيليون من قادتهم وهم يرون السفينة تغرق وربانها منتشياً بقيادته المتهورة ، والطين من تحت أقدامهم يزداد بِلّة .
سيعود بنيامين من نيويورك إلى إسبرطة كما قال لشعبه قبل مغادرته ، ويُذكّرونه بأن إسبرطة انهارت ، فبماذا تبشرنا بحق الرب !!!
لعل أقل المكترثين بتهديد نتنياهو هذا -للمفارقة- هم الفلسطينيون أنفسُم، إذ يتساءلون بسخُريتهم المعهودة، “ماذا سترينا أكثر مما أريتنا؟ وإلى أين تراك عائد ؟ إلى أرضنا أم إلى موطنك الأصلي في بولندا ؟” من الحكمة ربما أن لا تعود.
ويضيفون إلى القصيد بيتا آخر إذ يقولون
“إنت إرجع وإحنا بنفرجيك“.