قيود المجتمع.. كيف تعيق التعليم الجامعي للفتيات في اليمن؟

استطلاع: ضيف الله الطوالي/ اليمن
تكرست لدى المجتمع اليمني صورة نمطية سلبية عن التعليم الجامعي انعكست هذه النظرة سلباً على حق الفتيات في مواصلة التعليم، إذ يتم حرمانهن من الالتحاق بالجامعة، وفي هذا الاستطلاع رُصدت بعض الآراء.
إذ يجب أن تكون نظرة المجتمع نحو الجامعات بطريقة تعود على شبابنا بالعلم والمعرفة، فتقول الطالبة هيفاء عادل: “نظرة المجتمع قاصرة لا تمت للواقع بصلة، فالجامعة بيئة للعلم والمعرفة والتطوير الذاتي، ولا ننكر أن هناك ضعيفي الشخصية من يقومون بأشياء غير لائقة، لكن لا يعني أن هذا يحدث بشكل عام”.
توافقها في القول “نسيبة علي” طالبة إحدى الجامعات الخاصة فتقول: “في مجتمعنا السيئة تعم والحسنة تخص، إضافة إلى أن الانفتاح ناجم عن الغزو الفكري وليس الجامعة، فمن في الجامعة سواءً طلاب أو أساتذة فكلهم لديهم من يخافون عليهم، أيضاً الوازع الديني والاعرف ما زال المجتمع اليمني يتسم به.
مفاهيم خاطئة
يتسم المجتمع اليمني بأنه محافظ وملتزم بالعادات والتقاليد، لكن النظرة من زاوية ضيقة لبعض الامور، تدفع البعض اتركها حتى لو كان فيها صلاح لأمورهم، ففي هذا الموضوع يقول “بلال احمد”: “هناك أُناس في أوساط المجتمع، ما زالوا يروا نحو الجامعات بنظرة سيئة، ما يدفع بعض الأسر إلى حرمان بناتهم من حقهن في التعليم تحت مسمى العيب والانفتاح، ونحن بحاجة إلى إعادة صياغة هذا المفهوم لدى المجتمع، فالجامعات صرح تعليمي تنهض من هناك تبدأ نهضة الامم، فلا يمكن أن يكون بؤرة للفساد.
حرمان الحقوق
احلامٌ لا تتحقق ومستقبل ضبابي، فأصبح ما هو قادم هاجس يخيف الكثير من الشباب اليمني،
فـ”عفاف ابراهيم” تقول: “منذ الطفولة وانا اقرأ الصحف التي كان يجلبهن جدي كل مساء بعد عودته من العمل، وحلم الإعلام يراودني حتى أن جدي ذات يوم اعطاني الضوء الأخضر بأنه يمكنني أن أكون صحفية مرموقة يعتز بها، لكن بعد وفاته وانا على مشارف إتمام الثانوية ظهر والدي كسد منيع أمام طموحاتي وارغمني على دخول كلية الطب التي لم احلم بها يوماً، وحينها تحطمت احلامي ومن ثم الزواج في سنة أولى جامعة انهى كل شيء.
خطاب ورقابة
وفي حديث “سمية عباس” رئيس المجلس الاستشاري الأسري اليمني تقول فيه: “العادات والتقاليد هي هوية لكن ليست كلها صحيحة أو كلها خاطئة، والمجتمع بحاجة إلى إعادة النظر في بعض العادات والتقاليد الخاطئة، ونحن ايضا بحاجة إلى مخاطبة الشباب، لأن الحاصل هو ردة فعل مقابل التقييد والعادات التي قيدت الكثير، ولكن هذه ردة الفعل ناشئة عن فراغ وعدم وجود هدف وضعف الرقابة على مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً، أيضا نحن بحاجة إلى خطاب سليم للمجتمع، وتوعية الشباب بأن أي شيء خاطئ فهو ليس في صالحهم لا نفسياً ولا اجتماعياً”.
التعليم هو عمود نهضة الأمم، وبدونهِ تنتهي حضارات، فالجميع ينشد التعليم فقط يحتاج المجتمع لإعادة بلورة مفاهيمه، وإيجاد الحلول المناسبة لدفعه نحو العلم ليستقيم الحال.