أسر سودانية تبحث عن أبنائها في معتقلات “الدعم السريع “

مصعب محمد- مراسلين
السودان – في زحمة الأحداث الكبرى التي يعيشها السودان ،و الذي يعاني منذ حوالي العامين والنصف، حرباً خلفت كثيراً من الآلام والمآسي بين الأسر السودانية، رجعت فائزة المأمون من عملها كمعلمة بإحدى المدارس في العاصمة السودانية الخرطوم ، تتصفح هاتفها على أمل أن تجد رسالة تضمد جراحها وتخبرها عن مكان ابنها المعتقل منذ أكثر من عام بواسطة قوات الدعم السريع.
مئات الأسر السودانية المكلومة، انقطع التواصل مع أبنائهم وآبائهم منذ لحظة إعتقالهم بواسطة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في السودان وأصبح التواصل معهم والإطمئنان عليهم ولو بكلمة واحدة أمراً يؤرق مضاجع هذه الأسر.
تقول فائزة “أعد الطعام لأطفالي ولا أتناول معهم إلا شيء قليلا يسد رمقي، وبعدها أتصفح هاتفي ، عسى أن أجد معلومة جديدة عن ابني، وتواصل: “أتواصل مع جهات عديدة لا أعرفهم عن قرب لكن سعياً لأجد بصيص أمل أو أي معلومة تقودني لابني”.
لجأت كثير من الأسر إلى عدد من الإجراءات القانونية التي لم “تحرك ساكنا ” على حد وصفهم في محاولة لمعرفة مكان أبنائهم .كما قادت بعض المنظمات المحلية والدولية جهوداً لم تصل لاختراق في هذه القضية.

يقول المفوض السامي لحقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر إن “الإحصائيات الدقيقة حول أعداد المفقودين لا تزال غير متوفرة، مشيراً إلى تباين الأرقام بين المصادر المختلفة.
فبينما تقدر المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات العدد بنحو خمسين ألف مفقود ، كما قال نويصر : “وثقت منظمات حقوقية سودانية محلية ما لا يقل عن 3,177 حالة، من بينهم أكثر من خمسمائة امرأة وثلاثمائة طفل”.
وأشار الناطق الرسمي بإسم الشرطة السودانية فتح الرحمن التوم في تصريحات صحفية أن” منصة البلاغ الإلكتروني التابعة للشرطة استقبلت عدد 418 بلاغ خاص بالمفقودين وتقوم الشرطة بعمل نشرات جنائية عنهم وعن ظروف اختفائهم”.
كذلك تواصلت “مراسلين” مع مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق والذي امتنع عن تقديم أي رد بشأن هذه القضية .
تواصل فائزة “عندما أرى أن ابنى قبض عليه بلا ذنب ولا جريرة وليست هناك جهة حكومية تساعدنا في البحث عنه، أو تسمع نداءاتنا أشعر بحزن عميق، وتابعت : “مأساتي مأساة أم مكلومة تبحث عن ابنها الذي لا تعلم عنه شيئا، حتى إنني أقوم باستدانة بعض النقود لأظل على اتصال مستمر بالإنترنت لأجد أي معلومة توصلني بولدي الذي لا أعلم عنه شيئا هل هو حي أم ميت؟”.
وقال عضو المكتب التنفيذي لمجموعة محامو الطوارئ محمد صلاح في إفادته ل “مراسلين” : “ليس للمدنيين أي اعتبار من قبل الأطراف المتحاربة و بالتالي فإن الضغط على المجتمع الدولي أكثر فعالية و لكن يجب الاستمرار في الضغط و المساءلة على طرفي الصراع”.
تختتم فائزة قائلة “قلوبنا تنزف دماً على أبنائنا ، الذين لا نعرف عن مصيرهم شيئا ، شباب في مقتبل العمر محتجزون في بيئة غير إنسانية بدل من السعي وراء طموحهم وأحلامهم” .
ورغم مرور الوقت تظل قضية المعتقلين في سجون قوات الدعم السريع مفتوحة، في ظل غياب حل جذري يرد لهؤلاء الأسر أبنائهم من المعتقلات وستظل هذه القضية سؤالا كبيراً ينتظر أملاً بالإجابة.
