رياضة

الرياض 2025.. الرياضة جسر يوحّد شعوب العالم الإسلامي تحت شعار “أمة واحدة”

منى عيد – مراسلين

57 دولة.. 3000 رياضي.. 23 رياضة.. ومملكة تتألق بتنظيم ثالث أكبر حدث عالمي بعد الأولمبياد والألعاب الآسيوية

“أمة واحدة”.. شعار يحمل رسالة أبعد من الميدان

لم يكن اختيار شعار دورة ألعاب التضامن الإسلامي – الرياض 2025 “أمة واحدة” صدفة، بل هو تعبير صادق عن روح هذه التظاهرة الرياضية التي تنطلق في العاصمة السعودية في نوفمبر المقبل.
فقبل ثلاثين يومًا فقط من انطلاق المنافسات، أعلنت اللجنة المنظمة عن الشعار ليكون عنوانًا جامعًا للقيم التي يحملها العالم الإسلامي: الوحدة، التضامن، والتلاحم.
الرياضة هنا لا تقف عند حدود الملاعب أو الميداليات، بل تتحول إلى لغة عالمية توصل رسالة إنسانية مفادها أن الشعوب قد تختلف في ثقافتها ولهجاتها، لكنها تجتمع على أرضية مشتركة تعزز السلام والتواصل.

مواعيد راسخة في ذاكرة الرياضة الإسلامية

تنطلق منافسات الدورة في 3 نوفمبر 2025، بينما يُقام الحفل الافتتاحي الكبير يوم 7 نوفمبر، على أن تختتم الفعاليات في 21 من الشهر نفسه.
طوال هذه الأسابيع الثلاثة، ستكون الرياض محط أنظار العالم الإسلامي، إذ يشارك أكثر من 3000 رياضي يمثلون 57 دولة، يتنافسون في 23 رياضة تُقام في خمسة مواقع رئيسية:

مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية

الجنادرية

المسار الرياضي

توزيع هذه المواقع لم يأت عشوائيًا، بل يهدف إلى دمج الطابع الرياضي مع الثقافي والتراثي والترفيهي، بما يعكس تنوع المملكة وقدرتها على تنظيم حدث ضخم بمعايير عالمية.

كلمة الأمير فهد بن جلوي: “لسنا مجرد متنافسين.. نحن أمة واحدة”

أكد سمو الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، رئيس اللجنة العليا المنظمة، أن الشعار الجديد يعكس القيم السامية التي تسعى الدورة لترسيخها. وقال:

“هذا الحدث لا يقتصر على كونه تجمعًا رياضيًا، بل هو رسالة تعكس ما يربط شعوب العالم الإسلامي من وحدة وتلاحم تحت راية التضامن. المملكة، بدعم قيادتنا الرشيدة –حفظها الله–، ماضية في احتضان العالم الإسلامي وتعزيز حضور القيم المشتركة التي تجمعنا. ومهما اشتد التنافس داخل الميدان، فإننانلتقي جميعًا على مبدأ أننا أمة واحدة”.

كلمات الأمير جاءت لتضع إطارًا واضحًا للدورة: منافسة شريفة في الداخل، ورسالة إنسانية جامعة في الخارج.

ثالث أكبر حدث رياضي عالمي

تُعد دورة التضامن الإسلامي في الرياض ثالث أكبر حدث رياضي عالمي بعد الأولمبياد والألعاب الآسيوية، وهو ما يمنحها أهمية استثنائية.
البرنامج الرياضي يضم 23 رياضة متنوعة، من بينها رياضتان بارالمبيتان، وتشمل:

ألعاب القوى

السباحة

كرة اليد

كرة السلة 3×3

كرة الطاولة

الكرة الطائرة

الكاراتيه

الجودو

المصارعة

التايكوندو

الملاكمة

رفع الأثقال

كرة قدم الصالات

الفروسية (قفز الحواجز)

الووشو

الجوجيتسو

الدواثلون

وتشهد النسخة الحالية إدراج منافستين للمرة الأولى: سباقات الهجن التي تعكس الهوية الأصيلة للمنطقة، والرياضات الإلكترونية التي تمثل لغة الشباب والمستقبل.
هذا الدمج بين الأصالة والحداثة يمنح الدورة طابعًا خاصًا لا يتكرر.

“قرية الرياضيين”.. قلب نابض للتجربة السعودية

واحدة من أبرز ملامح تنظيم الدورة هي “قرية الرياضيين” التي تستضيفها جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
تضم القرية ثلاثة مبانٍ سكنية تحتوي على نحو 1200 غرفة مجهزة لتلبية احتياجات جميع الوفود، بما في ذلك ذوي الإعاقة.
تتكامل المرافق عبر مكاتب إدارية ومساحات طبية وخدمية متطورة.
تحتضن Village Plaza، وهو ملتقى ثقافي واجتماعي للرياضيين والإعلاميين والزوار، يضم فعاليات ترفيهية وتجارية متنوعة.
كما يتوفر مركز تدريب متكامل على بُعد دقائق سيرًا على الأقدام من القرية.

هذه التجربة تعد الأولى من نوعها في المملكة، وتُظهر حرص الرياض على تقديم بيئة استثنائية تعكس الاحترافية وتليق بضيوف الدورة.

الرياض بين الأصالة والحداثة

ميزة أخرى تجعل الرياض 2025 مختلفة عن غيرها من الدورات السابقة، وهي أنها تمزج بين أصالة التراث وحداثة المستقبل.

سباقات الهجن تحمل روح الجزيرة العربية وتاريخها الممتد.

الرياضات الإلكترونية تجذب جيل الشباب وتفتح الباب أمام صناعات رياضية رقمية.

مواقع الفعاليات، مثل الجنادرية وبوليفارد الرياض، تجعل التجربة متكاملة بين الثقافة والترفيه والرياضة.

بهذا الشكل، تتحول الدورة إلى مهرجان شامل يدمج بين الرياضة والفنون والتراث.

رسالة المملكة إلى العالم الإسلامي

لا يمكن النظر إلى دورة الرياض 2025 بمعزل عن الدور الذي تلعبه المملكة في تعزيز التعاون الإسلامي. فالمملكة اليوم لا تستضيف حدثًا رياضيًا فحسب، بل تترجم رؤيتها في أن تكون مركزًا للتضامن والوحدة.
الحدث يرسل رسالة إلى العالم أن الرياضة قادرة على تجاوز الخلافات السياسية والاجتماعية، لتصبح أداة قوة ناعمة تعكس قيم السلام والتواصل.

الرياض 2025.. محطة فارقة في التاريخ

عندما يُسدل الستار على الدورة في 21 نوفمبر المقبل، ستبقى رسالة الرياض 2025 واضحة:
لسنا مجرد 57 دولة تتنافس على الميداليات.. نحن أمة واحدة تلتقي في ميدان الرياضة، لنؤكد أن التضامن هو أقوى سلاح في مواجهة تحديات العصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews