دراسة إسرائيلية تحذر السيسي من خطر الآلة الإعلامية للإخوان

ترجمة وإعداد: أبوبكر إبراهيم أوغلو
تحذير من “حرب وعي” جديدة تهدد استقرار مصر
حذّر تقرير صادر عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) من تصاعد ما وصفه بـ “حملة التأثير الواسعة” التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين ضد النظام المصري، معتمدًا على أدوات الإعلام الرقمي وشبكات التواصل الاجتماعي وقنوات البث الفضائي.
وجاء في الدراسة، التي نُشرت في العدد (2041) من نشرة مباط عل بتاريخ 28 سبتمبر 2025، تحت عنوان:
“حملة التأثير لجماعة الإخوان المسلمين في مصر: كيف تهدد حملة الوعي الإخوانية استقرار النظام المصري والمنطقة بأسرها”،
أن الجماعة “تخوض حربًا ناعمة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي تستهدف وعي المجتمع المصري أكثر مما تستهدف مؤسسات الدولة”.
إسرائيل تراقب “آلة الدعاية الإخوانية”
يشير التقرير إلى أن جماعة الإخوان، بعد حظرها في مصر عام 2013، أعادت بناء نفسها إعلاميًا خارج البلاد عبر شبكة تمتد من إسطنبول إلى لندن، وتضم قنوات مثل مكملين والشرق ورابعة، ومواقع مثل رصد وإخوان أونلاين، وصفحات رقمية مرتبطة بمراكز أبحاث مثل المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية (EIPSS).
ويؤكد الباحثان أميرة أورون ودافيد سمعان طوف أن هذه المنظومة الإعلامية تمثل “آلة تأثير عابرة للحدود” قادرة على إنتاج رواية بديلة حول الوضع في مصر، مستخدمةً خطابًا مزدوجًا:
- خطابًا دينيًا متشددًا في الداخل يصور النظام كـ”نظام كافر”،
- وخطابًا حقوقيًا ناعمًا في الخارج يدّعي الدفاع عن الديمقراطية والحريات.
الإخوان واستغلال الأزمات المصرية
توضح الدراسة أن الجماعة تركّز على استثمار الأزمات الاقتصادية والمعيشية لتقويض ثقة المواطنين في الدولة.
وتصف تقاريرها الرسمية أن الإخوان “يعتمدون على أسلوب التكرار والتهويل الرقمي” عبر مقاطع مصوّرة ومنشورات تحمل رسائل مثل: “بيع مصر”، “السيسي يرهن البلاد”، أو “المواطن لا يجد ما يأكله بينما الجيش يشتري السلاح”.
ويحذر التقرير من أن هذه الحملات لا تعمل بمعزل عن الخارج، بل تتقاطع مع نشاطات حركات فرعية مثل إسناد وميدان التي تعمل من تركيا، وتربط بين الاحتجاجات الميدانية والبث الإلكتروني في ما يشبه “نموذج الحروب الهجينة”.
غزة في قلب الحرب الإعلامية
يرى الباحثان أن القضية الفلسطينية والحرب في غزة تحولت إلى أداة رئيسية في خطاب الإخوان لتأليب الشارع المصري.
وتتهم الجماعة النظام المصري بـ”التواطؤ مع إسرائيل في حصار القطاع”، مستخدمة مشاهد إنسانية من غزة لربطها بصور القمع داخل مصر.
كما رصد التقرير 16 مظاهرة أمام السفارات المصرية في أوروبا وأمريكا، خلال شهري يونيو ويوليو 2025، نُظّمت ضمن حملة رقمية تحمل شعار:
“حاصروا سفاراتهم حتى يرفعوا الحصار عن غزة.”
ويشير إلى أن هذه الحملات تُدار باحترافية إعلامية عالية وتستغل التطور التكنولوجي لتوليد تأثير واسع بسرعة كبيرة.
تحذيرات لإسرائيل ومصر معًا
خلص التقرير إلى أن نشاط جماعة الإخوان يشكّل تحديًا مزدوجًا:
- تهديدًا مباشرًا لاستقرار النظام المصري عبر ضرب الثقة بين المواطن والقيادة.
- وتهديدًا غير مباشر لإسرائيل عبر زعزعة شريكها الإقليمي الأهم في ملفات الأمن والحدود.
وحثّ معدّا الدراسة صناع القرار في إسرائيل على فهم خطاب الجماعة ومتابعة الرأي العام المصري عن كثب، لتجنّب أي تصريحات أو مواقف إسرائيلية يمكن أن تُستغل في الحملات الإخوانية ضد القاهرة.