انطلاق ملتقى “الحكاية السورية” في دمشق لتوثيق الذاكرة الوطنية وصياغة سردية الشعب للتاريخ

محمد سمير طحان – مراسلين
دمشق – انطلقت الثلاثاء في المكتبة الوطنية بالعاصمة دمشق فعاليات ملتقى “الحكاية السورية”، الذي تنظمه وزارة الثقافة على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة واسعة من الشخصيات السياسية والثقافية والإعلامية. يهدف الملتقى إلى توثيق الذاكرة الوطنية السورية ونقلها للأجيال القادمة عبر سردية شعبية تعكس الحقائق والتجارب الوطنية.
ويشتمل برنامج الملتقى على عدة ندوات تناقش قضايا جوهرية مثل شرارة الثورة السورية، النهوض من تحت الرماد، الجذور التاريخية وإرث النظام السابق، الأوضاع الجيوسياسية، التهجير والشتات، المعتقلين والمغيبين، نصر الشعب وردع العدوان، وكذلك الفرص والتحديات السياسية والاقتصادية. وتتضمن الفعاليات أيضًا أمسية شعرية وعرضًا لفيلم بعنوان “الحكاية السورية”.
أكد المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية أحمد زيدان في افتتاحية الملتقى أن توثيق “الحكاية السورية” واجب وطني وإنساني، يحمي الذاكرة الجماعية من التحريف والنسيان، مشيرًا إلى ضرورة تحويل هذه المهمة إلى مسار مؤسساتي يتضمن الدراسات الأكاديمية وإنشاء هيئة وطنية لحفظ التاريخ والوثائق المتعلقة بالأحداث.
من جانبه، أعلن وزير الثقافة محمد ياسين الصالح أن الملتقى يمثل خطوة أولى في مشروع وطني متكامل لتوثيق التاريخ السوري، مع بدء إعداد كتاب توثيقي شامل يصدر قريبًا ليكون مرجعًا للأجيال القادمة والوفود الثقافية الزائرة.
بدوره، أوضح أمين عام اتحاد الناشرين السوريين عاطف نموس أن توثيق تاريخ سوريا الحديث يحتاج إلى جهد منهجي وجماعي، مع الإشارة إلى الكم الهائل من المادة الموثقة التي يجب تصنيفها وإعدادها للنشر العلمي.
وأبرزت الكاتبة ابتسام شاكوش أهمية إدخال أدب الثورة والمخيمات ضمن المناهج الجامعية لتسليط الضوء على الجانب الإنساني في تجربة اللاجئين السوريين، فيما شددت ميساء سعيد من الغوطة الشرقية على دور المؤسسات الثقافية والإعلامية في إعادة بناء الوعي الجمعي حول جرائم النظام السابق.
وأشار الدكتور نوار النجمي إلى ضرورة إعادة كتابة التاريخ السوري من منظور وطني سوري خالص، مع توظيف الدراما والسينما والوسائط الرقمية لتعزيز وصول الرسالة إلى كافة الفئات العمرية.
كما أكد الدكتور مؤيد الغزلان أن تجربة الإدارة المدنية في المناطق المحررة شكلت نموذجًا للصمود والبناء الوطني، معززة بالقوة الناعمة للثقافة والإدارة الواعية.
يهدف ملتقى “الحكاية السورية” إلى جمع وتوثيق القصص والذكريات التي عاشها السوريون طوال سنوات الثورة، ضمن مشروع وطني شامل يعزز قيم الانتماء والوعي الوطني، ويعيد صياغة التاريخ من منظور أبنائه الحقيقيين.