واتساب ينتصر.. حكم قضائي أمريكي يوجه ضربة قاسية لشركة «بيغاسوس» الإسرائيلية

علي زم – مراسلين
أصدرت محكمة أمريكية حكماً يُلزم شركة «إن إس أو» الإسرائيلية، المصنّعة لبرامج التجسس، بالتوقف عن استهداف تطبيق المراسلة «واتساب» المملوك لشركة ميتا. وحذّرت الشركة الإسرائيلية من أن هذا القرار قد يؤدي إلى إغلاقها بالكامل.
وجاء في الحكم المؤلف من 25 صفحة، والصادر يوم الجمعة 17 أكتوبر عن القاضية فيليس هاميلتون من المحكمة الفيدرالية في الولايات المتحدة، أمر دائم يمنع شركة «إن إس أو» من محاولات اختراق «واتساب»، الذي يُعد أحد أكثر منصات التواصل استخداماً في العالم.
كما قررت القاضية هاميلتون خفض الغرامة المالية التي كانت هيئة المحلفين قد فرضتها في جلسة سابقة بشكل كبير، لتتراجع الغرامة العقابية المستحقة لشركة «ميتا» من نحو 167 مليون دولار إلى 4 ملايين دولار فقط.
ومع ذلك، يُتوقع أن يشكّل قرار الحظر الدائم تحدياً كبيراً للشركة الإسرائيلية، التي تواجه منذ سنوات انتقادات حادة بسبب دورها في تسهيل انتهاكات حقوق الإنسان عبر برنامجها التجسسي المتقدم «بيغاسوس».
ويتيح «بيغاسوس» تنفيذ عمليات تجسس ومراقبة من خلال استغلال الثغرات في البرمجيات الشائعة، مما جعل «واتساب» أحد أبرز أهدافه.
ووفقاً لنص الحكم، جادلت «إن إس أو» في وقت سابق بأن أي حظر على استهداف «واتساب» «سيعرّض مجمل نشاط الشركة للخطر» وقد «يجبرها على الإغلاق الكامل».
ورحّب مسؤولو «ميتا» بهذا القرار. وقال ويل كاثكارت، رئيس «واتساب»، في منشور عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «الحكم الصادر اليوم يمنع شركة برامج التجسس «إن إس أو» بشكل دائم من استهداف واتساب ومستخدمينا حول العالم. نرحب بهذا القرار الذي يُعد ثمرة ست سنوات من الجهود القانونية لمحاسبة الشركة على هجماتها ضد أفراد من المجتمع المدني».
وكانت المحكمة العليا الأمريكية قد قضت قبل نحو ثلاث سنوات بالسماح لتطبيق «واتساب» بمتابعة دعواه القضائية ضد شركة «إن إس أو»، المصنّعة لأداة التجسس «بيغاسوس».
وادّعت الشركة الإسرائيلية حينها أن أدوات «بيغاسوس» تُستخدم نيابة عن الحكومات، ولذلك فهي تتمتع بحصانة ضد أي دعاوى قضائية.
وقالت «إن إس أو»، التي تزعم أن منتجاتها تُستخدم لمكافحة الجرائم الخطيرة والإرهاب، إنها ترحب بتخفيض الغرامة بنسبة 97 في المئة، مضيفة أن قرار المنع لا يشمل عملاءها، «وسيواصلون استخدام تكنولوجيا الشركة للمساعدة في الحفاظ على الأمن العام».
وأضافت الشركة أنها تراجع قرار المحكمة «وستتخذ بناءً عليه قراراتها بشأن الخطوات المقبلة».
ووفق تقرير نشرته مجلة التكنولوجيا «تك كرنش» مطلع الشهر الجاري، فقد استحوذت على الشركة مؤخراً مجموعة استثمارية يقودها المنتج الهوليوودي روبرت سيموندز.
وكشفت تحقيقات أعدها اتحاد صحفيين مستقل مقره باريس، ونُشرت نتائجها عام 2021 في 17 مؤسسة إعلامية دولية، أن برنامج «بيغاسوس» استُخدم في التجسس على عدد كبير من الصحفيين والناشطين السياسيين والحقوقيين، وحتى على مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، في عملية تجسس واسعة النطاق حول العالم.