إعلان أمريكي مفاجئ عن صلح بين الجزائر والمغرب

مولود سعدالله – مراسلين
أثار تصريح ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الاوسط والمستشار السابق للرئيس دونالد ترامب جدلاً واسعًا، والذي كان صرح أن الولايات المتحدة تعمل على إبرام اتفاق سلام بين الجزائر والمغرب خلال 60 يومًا، في خطوة وُصفت بأنها «محاولة لإعادة ترتيب المشهد المغاربي» بعد سنوات من القطيعة بين البلدين الجارين.
و أشار بيتكوف إلى أن واشنطن ” تتابع جهودا حثيثة لتقريب وجهات النظر بين الرباط والجزائر “، متحدثا عن بوادر إيجابية تسمح بفتح صفحة جديدة بين الدولتين.
العلاقات الجزائرية المغربية كانت قد انقطعت رسميًا في أغسطس 2021 ، بعد تصاعد الخلافات حول عدة ملفات من بينها الصحراء الغربية وتطبيع العلاقات مع اسرائيل .
ورغم الزخم الإعلامي الذي رافق الإعلان الأمريكي إلا أن الجانب الجزائري لم يصدر أي رد رسمي يؤكد أو ينفي وجود مفاوضات أو تفاهمات في هذا الشأن، في حين رحبت بعض وسائل الإعلام المغربية بما اعتبرته «انتصارا دبلوماسيا» يُعيد الأمل في وحدة المغرب العربي.
لكن خلف هذا الإعلان يرى مراقبون أن التحرك الأمريكي لا يعكس تفاهما فعليا بقدر ما يمثل ضغطا دبلوماسيا محسوبا على الجزائر، من خلال طرح مبادرة تبدو “مغرية” في الشكل لكنها تحمل بين سطورها أهدافا أعمق تتعلق بمصالح واشنطن الاستراتيجية في المنطقة.
التحليل السياسي يشير إلى أن واشنطن تسعى من خلال هذه المبادرة إلى إعادة تموضعها في شمال إفريقيا، خاصة بعد أن تراجع نفوذها لصالح موسكو وبكين في السنوات الأخيرة.
فالجزائر أصبحت اليوم شريكا عسكريا واقتصاديا مهما لروسيا والصين، بينما تمثل الرباط حليفا تقليديا للولايات المتحدة ومركز ثقل لمشاريعها الاقتصادية والأمنية في غرب القارة.
من هذا المنطلق فإن الصلح بين الجزائر والمغرب يعني من وجهة النظر الأمريكية، تحييد أحد أكبر مصادر التوتر في شمال إفريقيا، وخلق مناخ يسمح بتوسيع النفوذ الاقتصادي الأميركي ومشاريع الطاقة والربط الإقليمي، وكذا تقليص الحضور الروسي في الجزائر وإعادة المنطقة إلى المدار الغربي.
التحرك الأمريكي يبدو أقرب إلى رسالة اختبار منه إلى اتفاق ، لكن مجرّد فتح النقاش حول مصالحة جزائرية مغربية بوساطة أميركية يُظهر أن شمال إفريقيا عاد إلى دائرة الاهتمام الدولي، وأن الصراع الإقليمي لم يعد مجرد خلاف حدودي، بل ورقة في صراع أوسع بين القوى الكبرى على النفوذ والموارد والطاقة.
وفي انتظار الرد الجزائري الرسمي ، يبقى السؤال الأبرز مطروحا
هل نحن أمام مبادرة سلام حقيقية قد تغير وجه المنطقة؟
أم أمام مناورة دبلوماسية أميركية تهدف إلى إعادة توزيع الأوراق وفق مصالحها الخاصة.