تقارير و تحقيقات

مركز مكافحة التسوّل في حلب يخفّف من انتشار الظاهرة ويعيد الأمل لعدد من الأسر‏


‏شريف فارس – مراسلين

‏حلب – شهدت مدينة حلب خلال الأشهر الماضية خطوات ملموسة للحدّ من ظاهرة التسوّل، عبر افتتاح أول مركز لرعاية ومكافحة المتسولين، بالتعاون بين محافظة حلب ومديرية الشؤون الاجتماعية وعدد من الجمعيات الأهلية، ما انعكس إيجابًا على الشارع الحلبي الذي بدأ يلاحظ تراجع أعداد المتسولين في الطرقات والساحات العامة.

‏انحسار الظاهرة واستجابة ميدانية واسعة

‏أعلن محافظ حلب عزام الغريب أنّ لجنة مكافحة التسوّل تلقّت 842 شكوى من الأهالي خلال شهرين، جرى التحقق من 525 حالة فعلية والتعامل ميدانيًا مع 411 حالة، بنسبة استجابة بلغت نحو 78%.

وبيّن الغريب أنّ التوزيع العمري للحالات أظهر وجود نسب مرتفعة من الأطفال والنساء، مؤكدًا أن العمل جارٍ لمعالجة كل حالة وفق ظروفها المعيشية والاجتماعية.

المركز الجديد ودوره المجتمعي

‏افتتح المركز المتخصص لمكافحة التسوّل خلال الأسابيع الماضية، وبدأ باستقبال العشرات من الحالات يوميًا، مقدّمًا خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية، إضافة إلى برامج إعادة تأهيل للقدرة على العمل أو العودة إلى التعليم.

‏آراء من الشارع الحلبي

‏رصدت “مراسلين” آراء عدد من الأهالي في أحياء حلب حول أثر المركز الجديد، وجاءت معظم الآراء مرحّبة بالإجراء ومؤكدة على نتائجه الإيجابية:

‏ أبو أحمد (من حي صلاح الدين):
‏”بصراحة، من وقت ما فتحوا المركز، خفّ عدد المتسولين كتير، خصوصي عند الإشارات. كنا كل يوم نشوف نفس الوجوه، هلق لا، الوضع ارتاح شوي.”

‏ أم محمد (من الجميلية):
‏”والله فكرة المركز ممتازة، مو بس سحبوا الناس من الشارع، كمان عم يعتنوا فيهم وبيساعدوهم. هيك أرحم للكل، إلهم ولنا.”

‏ ليلى (طالبة من جامعة حلب):
‏”الفكرة حلوة وإنسانية بنفس الوقت، لأنو مو كل المتسولين سيئين، في ناس كانت محتاجة فعلاً، والمركز عم يعطيهم فرصة يعيشوا بكرامة.”

‏نظرة إنسانية واجتماعية

‏يرى مختصون أنّ إنشاء هذا المركز خطوة في الاتجاه الصحيح، ليس فقط من ناحية ضبط الظاهرة، بل أيضًا من ناحية التعامل الإنساني مع الحالات، من خلال تأمين العلاج والدعم النفسي والاجتماعي لهم.
‏كما دعا ناشطون إلى استمرار هذه المبادرات وتوسيعها لتشمل أحياء الريف والمناطق المحيطة بالمدينة.


‏خاتمة

‏يبدو أن تجربة مركز مكافحة التسوّل في حلب بدأت تؤتي ثمارها سريعًا، بعد سنواتٍ من تفشّي الظاهرة في شوارع المدينة. وبين العمل الرسمي والمجتمعي، تتشكل اليوم بوادر أمل جديدة نحو مدينة أكثر تنظيمًا وإنسانية، تحفظ كرامة المحتاج وتعيد للمجتمع توازنه الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews