عربي و دولي

أسرى فلسطينيون تحت الإقامة الجبرية في القاهرة

سعيد محمد – مراسل

بعد أن أمضوا سنوات طويلة خلف قضبان السجون الإسرائيلية، وجد 145 أسيرًا فلسطينيًا محرَّرًا أنفسهم في منفى غير متوقَّع، بعيدًا عن عائلاتهم وأرضهم، داخل فندق فاخر في العاصمة المصرية القاهرة، تحت رقابة أمنية مشددة.

يقول مراد أبو الرُّب (49 عامًا)، وهو أحد الأسرى المفرَج عنهم، لوكالة الصحافة الفرنسية: “حُرمت من أهلي لمدة 20 عامًا، والآن لم يتغيّر شيء، لا أستطيع رؤية أمي ولا إخوتي”.

ويُقيم الأسرى السابقون في الفندق منذ أسابيع، وسط إجراءات أمنية تحول دون مغادرتهم المكان أو التواصل المباشر مع ذويهم، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة.

اتفاق تبادل الأسرى

جاء الإفراج عنهم في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في 10 أكتوبر/تشرين الأول بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، بوساطة مصرية وقطرية.

ويقضي الاتفاق بإطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة مقابل الإفراج عن نحو 2000 معتقل فلسطيني من السجون الإسرائيلية.

غير أن السلطات الإسرائيلية رفضت السماح لعدد من الأسرى المحررين بالعودة إلى الضفة الغربية أو قطاع غزة، بحجة “دواعٍ أمنية”، ليجد هؤلاء طريقهم إلى القاهرة ضمن ترتيبات وصفتها مصادر بأنها “حلّ وسط مؤقت”.

غربة بعد الحرية

رغم الرفاهية الظاهرية في الفندق الذي يقيمون فيه، يعيش الأسرى المحرَّرون حالة من القلق والضياع، إذ لم تتضح بعد وجهتهم النهائية أو مستقبلهم السياسي والاجتماعي.

يقول أحدهم – رفض الكشف عن اسمه – إنهم يشعرون بأنهم “انتقلوا من سجنٍ صغير إلى سجنٍ أكبر، الفارق الوحيد هو الجدران الزجاجية والملابس المدنية”.

وفي الوقت الذي تلتزم فيه السلطات المصرية الصمت الرسمي إزاء وضعهم القانوني، تتزايد المطالبات الحقوقية الفلسطينية والدولية بتمكين الأسرى المفرج عنهم من العودة إلى أراضيهم ولمّ شملهم بعائلاتهم.

بين الحرية والمنفى

بالنسبة لهؤلاء الفلسطينيين، الذين قضى بعضهم أكثر من عقدين خلف القضبان، لم تعنِ كلمة “حرية” ما كانوا ينتظرونه.

فكما قال مراد أبو الرُّب: “خرجنا من الأسر، لكننا ما زلنا بعيدين عن وطننا. الحرية لا تكتمل إلا بالعودة إلى فلسطين.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews