عربي و دولي

صحيفة إيرانية: الدبلوماسية الإيرانية لا تُفهم إلا بلغة القوة والصواريخ

علي زم – مراسلين

قالت صحيفة كيهان الإيرانية إنه لا يمكن اختزال الدبلوماسية في كونها مجرد فنّ بالحوار والعلاقات السياسية؛ بل هي فنّ الاستخدام الذكي لجميع عناصر القوة الوطنية للتأثير والنفوذ في العالم، مضيفة إن لغة الدبلوماسية هي الترجمة العملية لقوة الدولة في ميدان التفاعلات الدولية.

وأكدت الصحيفة الأصولية المقربة من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، في افتتاحية بعنوان «دبلوماسية سجّيل؛ لغة القوة في مواجهة لغة الإكراه» ترجمها موقع ميدل ايست نيوز: لا يمكن لأي شعب الدفاع عن مصالحه على طاولة المفاوضات من دون سند من قوته الوطنية، مضيفة أن «في منطق الثورة الإسلامية، لا معنى للدبلوماسية إلا إذا تأسست على الاستقلال والثقة بالنفس والقوة المتولدة من الداخل».

وترى الصحيفة أن إيران أدركت خلال العقود الأربعة الماضية أن العالم «قاسٍ ومحكوم بمنطق القوة»، وأن القدرات العسكرية والصاروخية تشكل جزءاً من لغة الحوار مع القوى الكبرى.

وجاء في المقال: «الدبلوماسية من دون قوة هي صوت لا يُسمع، لكن عندما تستند إلى القوة الصاروخية والاقتصادية والشرعية الشعبية، يتحول ذلك الصوت إلى صرخة من أجل العدالة والاستقلال».

الدبلوماسية والردع

وقسّمت كيهان مفهوم القوة الوطنية إلى فرعين: «القوة الناعمة» و«القوة الصلبة». تشمل القوة الناعمة أدوات مثل الثقافة والإعلام والشرعية السياسية، بينما تشمل القوة الصلبة القدرات العسكرية والاقتصادية. وترى كيهان أن إيران، منذ انتصار الثورة، كانت فاعلة في مجال القوة الناعمة من خلال «خطاب المقاومة»، إلا أن تجارب الحرب والعقوبات والتهديدات أظهرت أن غياب القوة الصلبة يجعل حتى أسمى المبادئ عرضة للخطر.

ويقول كاتب الافتتاحية إن «القدرة الصاروخية الإيرانية ليست أداة هجومية، بل لغة ردع تُوجّه رسالة سلام من موقع العزة. وفي السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، كل صاروخ إيراني هو رسالة بلغة يفهمها العدو من دون الحاجة إلى ترجمة».

الأمن شرط للتنمية

وتشير الافتتاحية، عبر أمثلة من العراق وأفغانستان، إلى أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية لا يمكن تحقيقها من دون أمن. وتكتب الصحيفة: «القوة الصاروخية أشبه بدرع صلب يستند إلى إيمان الشعب وإرادته، ويضمن أمن إيران واستقلالها في وجه أي تهديد. فكما يُصنع الدرع لحماية حياة الإنسان، تُصنع الصواريخ لحماية استقلال الأمة».

ويرى الكاتب أن تجارب الدول التي تفتقر إلى قدرات دفاعية مثل ليبيا والعراق أظهرت كيف أن «الضعف العسكري يمكن أن يفتح الباب أمام اختراق الأعداء ويقضي على الاستقلال السياسي».

من الحرب إلى الردع الصاروخي

وتضيف كيهان أن «الصواريخ الإيرانية غيّرت في السنوات الأخيرة معادلات طاولة المفاوضات»، مشيرة إلى أن حتى خصوم إيران باتوا يدركون أن «أي عمل عسكري ضدها ستكون كلفته غير قابلة للتصوّر». موضحة أن «الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً في المنطقة أعادت التأكيد على مفهوم الردع الإيراني لدى الأعداء».

وبحسب الصحيفة المحافظة، فإن «الصواريخ الإيرانية تحمل رسالة سلام من موقع القوة»، مؤكدة أن طهران «لن تكون البادئة في أي حرب، لكنها سترد بحزم على أي عدوان».

وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول: «في عالم تحكمه لغة القوة، يجب على إيران أن تخاطب الدول المتغطرسة بلغتها نفسها، أي بلغة القوة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews