هل سيحل الذكاء الاصطناعي مكاننا؟ أمازون تفصل 14 ألف موظف بـرسالة نصية وتتجه نحو الأتمتة

متابعات/ ضيف الله الطوالي – مراسلين
شهد عملاق التجارة الإلكترونية، شركة أمازون (Amazon)، هذا الأسبوع جولة جديدة من تسريح العمال ضمن جهود واسعة لـ “تقليل البيروقراطية”، حسب وصف الشركة. ومع ذلك، فإن الطريقة التي أُبلغ بها آلاف الموظفين بقرار فصلهم – عبر رسائل نصية في الصباح الباكر – أثارت الجدل، لتضيف فصلاً جديدًا إلى النقاش المتزايد حول مستقبل الوظائف في عصر التكنولوجيا والأتمتة.
بدأت أمازون هذه الجولة من تسريح العمال، التي شملت 14,000 وظيفة إدارية، يوم الثلاثاء الماضي. ووفقًا لتقرير نشره موقع “بزنس إنسايدر” (Business Insider)، فقد علم بعض الموظفين المتأثرين بمصيرهم من خلال رسالتين نصيتين غير شخصيتين أُرسلتا إليهم في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.
ذكر التقرير، نقلًا عن أشخاص مطلعين ولقطات شاشة، أن إحدى الرسائل النصية حثت الموظفين على مراجعة بريدهم الإلكتروني الشخصي والعمل قبل التوجه إلى المكتب. والهدف من ذلك هو منع المفصولين من الحضور واكتشاف أن شارات الدخول الخاصة بهم لم تعد تعمل. وللتأكد، أُرسلت رسالة نصية ثانية تطلب من الموظفين الاتصال بمكتب المساعدة إذا لم يتلقوا بريدًا إلكترونيًا بشأن وضعهم الوظيفي. (أمازون رفضت التعليق على هذه التقارير).
أكدت بيث جاليتي (Beth Galetti)، المديرة التنفيذية المسؤولة عن الموارد البشرية في أمازون، للموظفين في مذكرة داخلية أن هذه التخفيضات جزء من جهود الشركة لتقليل البيروقراطية، مشيرة إلى أن التخفيض سيؤدي إلى انخفاض إجمالي في القوى العاملة الإدارية بنحو 14,000 وظيفة.

ما سُمي بخطط واسعة
أفادت مصادر لوكالة رويترز (Reuters) أن هذه الجولة هي جزء من خطة أكبر لخفض ما مجموعه 30,000 وظيفة إدارية، وهو ما يمثل حوالي 9% من القوى العاملة المكتبية العالمية للشركة، ويُتوقع أن تتم جولة أخرى من التخفيضات في شهر يناير القادم، بعد انتهاء موسم العطلات المزدحم، وفقًا لما نقله مصدران مطلعان لصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times).
وشملت التخفيضات فرقًا متعددة بما في ذلك الموارد البشرية، والأجهزة، والخدمات، والعمليات.
أما بالنسبة للموظفين المتأثرين، فإما أن يُتاح لهم البحث عن دور جديد داخل الشركة، أو سيُعرض عليهم حزمة تتضمن مكافأة نهاية الخدمة، وخدمات التوظيف الخارجي، والمزايا الصحية، وفقًا لمذكرة جاليتي.
طموح الأتمتة والذكاء الاصطناعي
جاءت هذه الخطوات في الوقت الذي تسعى فيه الشركة بنشاط نحو تبني التكنولوجيا. وقد شهدت أمازون خفض عشرات الآلاف من الوظائف منذ تولي آندي جاسي (Andy Jassy) القيادة خلفًا للمؤسس جيف بيزوس في عام 2021.
في يونيو الماضي، حث جاسي الموظفين على احتضان الأتمتة و “المساعدة في إعادة اختراع الشركة”. وبينما أشار إلى أن التكنولوجيا الجديدة قد تخلق فرص عمل، فقد أقر أيضًا بأنها ستؤدي إلى “مكاسب في الكفاءة”، ما يعني تقليلًا في القوى العاملة الإجمالية، حيث كتب جاسي في حينه: “سنحتاج إلى عدد أقل من الأشخاص للقيام ببعض الوظائف التي يتم القيام بها اليوم”.
تُظهر طموحات الشركة أن التخفيضات لا تقتصر على الوظائف المكتبية. ففي تقرير سابق لصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) (وصفته أمازون بأنه “صورة غير مكتملة ومضللة”)، أشارت الصحيفة إلى أن الشركة تخطط لتجنب توظيف أكثر من 600,000 موظف مستودع في السنوات القادمة بفضل الروبوتات والتكنولوجيا، حتى مع توقعها مضاعفة مبيعاتها.
وفي سياق متصل، وفي ردها على التساؤل “لماذا نقلل الأدوار بينما أداء الشركة جيد”، أشارت بيث جاليتي إلى أن “العالم يتغير بسرعة” وأن أمازون تركز على العمل “بشكل أكثر رشاقة، وبطبقات أقل، وملكية أكبر” للاستفادة من فرص الذكاء الاصطناعي. ويأتي هذا تزامنًا مع إعلان الشركة عن أرباح بلغت 18 مليار دولار في الربع الأخير، وتوقعات بتجاوز نفقاتها الرأسمالية على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الـ 120 مليار دولار هذا العام.



