علوم وتكنولجيا

ترامب يؤجج حرب رقائق الذكاء الاصطناعي …هل تحرم واشنطن بكين من “Blackwell”؟

شروق سعد _ مراسلين

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعتزامه فرض قيود صارمة تمنع تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي الرائدة من الجيل الأحدث، وتحديداً بنية “Blackwell” لشركة إنفيديا (Nvidia)، إلى جمهورية الصين الشعبية وبلدان أخرى. ويأتي هذا القرار الحاسم في وقت تُتوج فيه إنفيديا، عملاق أشباه الموصلات، كأعلى شركة قيمة سوقية في العالم.

وفي تصريحات أدلى بها الرئيس ترامب خلال مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة CBS، وتأكيدات لاحقة للصحفيين المرافقين له على متن الطائرة الرئاسية، شدد على أن:

“الوصول إلى القدرات الحوسبية المتفوقة لرقائق Blackwell يجب أن يُقصر على العملاء داخل الولايات المتحدة حصرياً… ولن يُسمح للصين أو أي قوى أجنبية منافسة بالحصول على هذه التكنولوجيا الاستراتيجية.”

تُرسخ هذه التصريحات نهج واشنطن في استخدام أدوات حظر التصدير لضمان هيمنتها المطلقة على الذكاء الاصطناعي، وهو ما يُعتبر ركيزة للأمن القومي الأمريكي وتفوقه العسكري المستقبلي.في حرب التفوق التكنولوجي و خطوة ذات تداعيات جيوسياسية واقتصادية عميقة

تُمثل شريحة Blackwell (GB200 Superchip) قفزة نوعية في هندسة وحدات معالجة الرسوميات (GPUs)؛ إذ تتجاوز كونها مجرد شريحة لتصبح منصة حوسبة متكاملة ذات كثافة غير مسبوقة في الأداء ،كما تُعد قوة Blackwell الحصانية ضرورية لتدريب النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) ذات المعايير العالية وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي العام (AGI).

هذا الحظر الجديد يُبنى على الإجراءات السابقة التي اتخذتها إدارة بايدن ضد رقائق إنفيديا الأقدم (مثل H100)، والتي نتج عنها اضطرار الشركة لطرح نسخ مُقيدة الأداء (De-rated)، كالشريحة H20، للسوق الصينية.

وفي مواجهة هذه الحرب التكنولوجية تكثف الصين جهودها نحو الاعتماد الكلي على البدائل المحلية لضمان استمرارية مشاريعها التكنولوجية، فأصبحت رقائق Ascend 910 من شركة هواوي هي العمود الفقري للحوسبة السحابية ومراكز البيانات داخل الصين. وقد حولت شركات الإنترنت العملاقة، مثل بايدو (Baidu)، تركيزها الاستثماري وطلباتها من إنفيديا إلى نظام هواوي البيئي.

تواصل الحكومة الصينية ضخ استثمارات ضخمة في مؤسسات تصنيع الرقائق المحلية (مثل SMIC و Cambricon) بهدف الوصول إلى تقنيات تصنيع متقدمة (7 نانومتر وما دون).
و على الرغم من هذا التقدم الملحوظ، لا يزال التحدي الأكبر يكمن في إزاحة الهيمنة المطلقة لمنصة CUDA البرمجية الخاصة بإنفيديا، والتي تُشكل نظاماً بيئياً متكاملاً راسخاً يصعب على البدائل الصينية أن تحاكيه على المدى القريب.

يضع القرار الأمريكي إنفيديا في موقف صعب، حيث ستفقد حصة سوقية ضخمة ومصادر إيرادات مهمة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ومع ذلك، تؤكد استراتيجية البيت الأبيض أن حماية التفوق التكنولوجي الوطني، وتحديداً في قطاع الذكاء الاصطناعي الحاسم، يتجاوز الاعتبارات التجارية قصيرة الأجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews