أخبار

لبنان يمدّ يده إلى السماء: «ستارلينك» تمنح الأمل في زمن الإنقطاع


ريتا الأبيض- مراسلين
بيروت – لبنان – في بلدٍ إعتاد سكانه أن يبحثوا عن إشارة إنترنت كما يبحث العطشان عن قطرة ماء، جاء الخبر كنفَس جديد: لبنان منح شركة «ستارلينك» ترخيصًا رسميًا لتقديم الإنترنت عبر الأقمار الصناعية

القرار الذي صدر بعد جلسة حكومية طويلة، بدا وكأنه أكثر من مجرد خطوة تقنية؛ إنه وعدٌ بعودة التواصل مع العالم بعد سنوات من العزلة الرقمية والإنقطاع المتكرر.

منذ إنهيار البنية التحتية للإتصالات، باتت الشبكات الأرضية في لبنان عاجزة عن تلبية أبسط حاجات الناس. فطلاب الجامعات يدرسون على ضوء الهواتف المحمولة، ورواد الأعمال ينقلون مشاريعهم إلى الخارج هربًا من إنقطاع الإنترنت والكهرباء.
لكن دخول «ستارلينك» — المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك — إلى السوق اللبنانية، قد يغيّر هذه الصورة تدريجيًا.

بحسب ما تسرّب من تفاصيل، ستبدأ المرحلة الأولى بتركيب محطات إستقبال في المرافئ والمناطق الجبلية النائية، على أن تتوسع التغطية تدريجيًا حتى تشمل معظم الأراضي اللبنانية في عام 2026.

الخبير التقني جورج نعمة يرى في الخطوة “ثورة صامتة” يمكن أن تُعيد لبنان إلى خريطة العالم الرقمي. يقول:

“حين يصبح الإنترنت سريعًا ومستقرًا، يمكن أن نحلم من جديد. التعليم، الشركات الناشئة، وحتى الخدمات الحكومية — كل شيء يمكن أن يُبنى من جديد إذا وُجدت الإرادة والشفافية.”

لكن الحلم لا يخلو من الأسئلة: هل سيكون الإشتراك بأسعار يمكن للمواطن تحمّلها؟ وهل ستلتزم الدولة بمراقبة الشفافية ومنع الإحتكار؟ فالكثيرون يخشون أن تتحول الخطوة إلى مشروع تجاري ضخم لا يلمس الناس ثماره.

ومع ذلك، هناك شعور جديد يسري بين اللبنانيين: أن ثمة نافذة تُفتح نحو السماء.
قد لا يُصلح الإنترنت الفضائي كل ما تهدّم، لكنه يعيد إليهم شيئًا ثمينًا إفتقدوه طويلاً — الأمل بأن الغد قد يكون أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews