
ريتا الأبيض– مراسلين
إسطنبول – في خطوة تُعيد رسم خريطة التكنولوجيا في المنطقة، أعلنت شركة أوبر (Uber) عن إستثمارٍ بقيمة 200 مليون دولار لإنشاء مركز تكنولوجي متكامل في مدينة إسطنبول، ليكون رابع مركز عالمي للشركة بعد الولايات المتحدة والهند والبرازيل.
المشروع الذي يمتد على مدى خمس سنوات، يهدف إلى تطوير تطبيقات النقل الذكية، أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتحليلات الرقمية. وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية وصفت المبادرة بأنها “نقطة تحوّل في مسار الاقتصاد المعرفي”، مشيرةً إلى أنّ المركز سيوفّر مئات الوظائف التقنية عالية المهارة في مرحلة أولى، ويُعزّز من تنافسية الكفاءات التركية في السوق العالمية.
منذ عقدٍ تقريباً، تحاول تركيا التحوّل من اقتصادٍ قائم على الصناعة والخدمات إلى اقتصادٍ قائم على المعرفة والتكنولوجيا.
استثمارات الشركات العالمية — مثل أمازون، غوغل، وبيونتك — ساهمت في ترسيخ سمعة تركيا كـ مركز إقليمي للابتكار بفضل بنيتها التحتية الرقمية وتزايد عدد المهندسين الشباب المؤهلين.

لكن رغم هذه النجاحات، بقيت معظم الوظائف التقنية محصورة بالشركات الأجنبية أو المشاريع المؤقتة. استثمار أوبر يُعدّ أول مشروع ضخم يَعِد بخلق بيئة عمل محلية مستدامة في قطاع التكنولوجيا المتقدمة.
يرى محلّلون اقتصاديون أن هذا الاستثمار لا يقتصر على التكنولوجيا فحسب، بل يُعبّر عن تحوّل استراتيجي في صورة تركيا أمام المستثمرين العالميين.
فالبلاد، رغم التحديات الاقتصادية الأخيرة، تواصل جذب رؤوس الأموال الأجنبية بفضل موقعها الجغرافي وكفاءاتها البشرية.
ويشير خبراء إلى أن المركز الجديد قد يكون نواة لتجمّع تقني إقليمي، يجذب شركات أخرى إلى المنطقة ويُعزّز مشاريع الابتكار المحلي.
بعيداً عن لغة الأرقام، يحمل هذا الحدث بعداً إنسانياً واضحاً.
ففي مدينةٍ يختلط فيها التاريخ بالعصر الرقمي، تعود التكنولوجيا لتروي قصة جديدة، قصة شبابٍ أرادوا أن يبنوا المستقبل بأيديهم، لا أن ينتظروه يأتي من الخارج.

				
					


