السودان: هجمات مسيّرات على عطبرة وأم درمان

ممدوح ساتي -مراسلين
في الساعات الأولى قبل الفجر، تعرّضت مدينتا عطبرة وأم درمان لهجمات متزامنة عبر طائرات مُسيّرة معادية.
المعلومات الميدانية الأولية تشير إلى أن عطبرة كانت هدف الهجوم الأكبر، حيث تم رصد قرابة 15 مسيّرة في اتجاهات مختلفة حول المدينة، فيما شهدت أم درمان ضربات أقل كثافة.
الدفاعات الأرضية فتحت النار بكثافة، وتم رصد انفجارات ناجمة عن محاولات اعتراض الطائرات قبل بلوغ أهدافها.
حتى هذه اللحظة، لا توجد حصيلة رسمية عن خسائر بشرية أو أضرار تفصيلية.

الجيش السوداني رفع بشكل ملحوظ من كفاءة منظومة الدفاع الجوي. في الأسابيع السابقة كانت الطائرات المسيّرة قادرة على تنفيذ اختراقات مؤلمة، بينما اليوم أصبحت اعتراضات الدفاع الأرضي هي الغالبة، ما يعكس تحديث أساليب الرصد والتتبع،استخدام أفضل لمواقع النيران وطبقات الدفاع،وانتقال الجيش من حالة رد الفعل إلى جاهزية تسبق وصول المسيرة للهدف.
هذه التحوّلات تجعل الدفاع الأرضي رقماً يحسب له في معركة السماء، ويقلل من قدرة المسيرات على إحداث اختراقات حاسمة في المدن.

توافد نازحي الفاشر إلى الدبة: الهروب من جحيم الدعم السريع
مع سيطرة مليشيا الدعم السريع الإرهابية على مدينة الفاشر، غادر آلاف المدنيين إلى الدبة هرباً من جحيم الانتهاكات والنهب والقتل.
النساء والأطفال والمسنون حملوا ما تبقى من ممتلكاتهم على عربات متهالكه، فيما انطلق آخرون سيراً على الأقدام، يقطعون طرقاً صعبة في رحلة طويله بحثا عن مأوى آمن وسط الرعب والفوضى.

في هذا الظرف القاسي، تجلى تلاحم السودانيين عند الشدائد: السلطات المحلية “بالولاية الشمالية”،والمواطنون انطلقوا فوراً لتجهيز المخيمات المؤقتة، وتوفير الغذاء والملبس والمأوى، في حين تكفلت المنظمات الإنسانية بتقديم الدواء والمساعدات الأساسية للنازحين الذين كانوا يعانون أصلاً من الحصار والجوع ونقص الرعاية الصحية.

الاستجابة المشتركة بين الدولة والمجتمع المدني والمنظمات الإنسانية حولت الدبة إلى ملاذ وأمل حقيقي وسط رحلة الفرار الطويلة، حيث اختلط التعب والقلق على وجوه النازحين مع شعور بالطمأنينة النسبي بوجود يد حانية تمد لهم الغذاء والدواء والمأوى، وتخفف من وطأة ما عاشوه تحت ظلم مليشيا الدعم السريع.

مقترح هدنة إنسانية: فرص محدودة مع شروط الجيش
في سياق متصل، تُطرح مقترحات لوقف إنساني محدود يسمح بإيصال الغذاء والدواء للمدنيين، لكن التوقعات متواضعة: الجيش السوداني يشترط ضمانات تمنع استغلال الهدنة لإعادة تموضع أو تعزيز قدرات الخصم، ويصر على أن “الهدنة الإنسانية لا تعني منح وقت حرّ لاستعادة الأنفاس العسكرية”، ما يجعل نجاح أي هدنة مرهوناً بآلية رقابية صارمة غير متوفرة حالياً.



