تقارير و تحقيقات

ارتفاع أسعار خدمات الاتصالات… أعباء جديدة ترهق السوريين وسط غياب البدائل



‏ شريف فارس – مراسلين

‏يشهد قطاع الاتصالات في سورية حالة من الجدل المتصاعد عقب صدور تعرفة جديدة لخدمات الإنترنت والاتصالات الخلوية لدى شركتي MTN سورية و سيريتل. هذه الزيادات جاءت في وقت يعاني فيه المواطن من ضغوط معيشية خانقة، الأمر الذي أثار موجة واسعة من الانتقادات، خصوصاً مع غياب التحسين الموازي في جودة الخدمة أو توفّر بدائل حقيقية تخفف عن المشتركين.

أعلنت شركتا الاتصالات في سورية عن تحديث أسعار الباقات الشهرية وخدمات البيانات، مبرّرة ذلك بارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة وزيادة أعباء استيراد القطع والمستلزمات التقنية. إلا أنّ هذه التبريرات لم تكن كافية بالنسبة لغالبية المستخدمين، الذين تفاجؤوا بنسبة الارتفاع مقارنة بالدخل الشهري المتدنّي لمعظم الأسر.

‏ورغم إعلان الشركتين أن الأسعار الجديدة ضرورية لضمان استمرارية الخدمة، إلا أنّ المشتركين أكدوا أن الزيادة لم تترافق مع تحسّن ملموس في سرعات الإنترنت أو استقرار الشبكة، وهو ما عزّز حالة الاستياء الشعبي وفتح باب الانتقادات للقطاع بأكمله.

وفي هذا السياق، عبّر عدد من الأهالي عن امتعاضهم من هذا الواقع، معتبرين أن الإنترنت لم يعد رفاهية بل أصبح حاجة يومية للعمل والدراسة والتواصل.

‏فـ”أبو أحمد”، وهو موظف في القطاع الخدمي، أوضح أنّ ارتفاع أسعار الباقات تجاوز قدرة المواطنين الطبيعية، وقال:
‏”والله يا أخي، رواتبنا ما عم تكفي أسبوع… والإنترنت مو رفاهية اليوم، صار ضرورة للشغل والدراسة. لازم يكون في ضبط للأسعار ورحمة بالناس.”

‏أما “أم محمد”، وهي ربة منزل، فقد ربطت بين غلاء الباقات وحرمان الطلاب من متابعة تعليمهم بالشكل المناسب، مضيفة:
‏”كل يوم منفيق على غلا جديد… وما عاد نقدر نعمل تجديد للباقات متل قبل. أولادنا بدهم إنترنت للدراسة، بس الوضع عم يصير أصعب. نحنا بس بدنا سعر يناسب دخل العيلة.”

‏وتكشف هذه الآراء الشعبية عن الفجوة المتزايدة بين واقع الدخل ومستوى الأسعار، إضافة إلى تراجع ثقة المستخدمين بقطاع الاتصالات نتيجة غياب المنافسة وندرة البدائل.


‏يظلّ ارتفاع أسعار خدمات الاتصالات في سورية ملفاً حساساً يمسّ كل بيت، ويعكس خللاً متراكماً في إدارة هذا القطاع الحيوي. وبين تبريرات الشركات واعتراضات المواطنين، يبدو أن الحلّ يتطلب مقاربة أكثر شفافية وعدالة من الجهات المشغّلة والرقابية، تضمن تطوير الخدمة دون تحميل المستهلك عبئاً إضافياً يفوق طاقته. وفي ظل استمرار الظروف الاقتصادية الحالية، يبقى أمل السوريين معلّقاً على قرارات تخفّف لا تزيد ثقل الواقع المعيشي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews