المركز الإسلامي في ميلانو من أوائل المساجد في أوروبا

سعيد محمد – مراسلين
يُعدّ المركز الإسلامي في ميلانو واحدًا من أبرز المعالم الدينية والثقافية للمسلمين في إيطاليا وأوروبا، ويُنظر إليه باعتباره من أوائل المساجد الأوروبية التي شُيّدت بمئذنة واضحة المعالم.
وملحق به مقابر خاصة بالمسلمين وقد افتُتح رسميًا في ثمانينيات القرن الماضي ليكون رمزًا لحضور الجالية المسلمة في مدينة ميلانو، التي تُعد واحدة من أهم المدن الإيطالية وأكثرها تنوعًا.
جاء إنشاء المركز الإسلامي في ميلانو تلبية لحاجة متزايدة لدى الجالية المسلمة لمكان يجمع بين العبادة والنشاط الثقافي والاجتماعي. وقد جاء افتتاحه في فترة شهدت توسعًا ملحوظًا في أعداد المسلمين المقيمين في أوروبا، مما عزز دوره كأحد أوائل المساجد الحديثة في القارة
يمتاز المركز بطراز معماري يجمع بين الحداثة والهوية الإسلامية، إذ تُعد مئذنته إحدى السمات البارزة التي جعلته معلمًا مميزًا في محيطه الحضري. ويضم المبنى قاعة صلاة واسعة تُقام فيها الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، إضافة إلى المناسبات الدينية الكبرى مثل شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى.
لم يقتصر دور المركز الإسلامي على كونه مكانًا للعبادة، بل أصبح مركزًا للنشاط الثقافي والتعليمي. حيث تُقام فيه دروس اللغة العربية، وتحفيظ القرآن الكريم، ومحاضرات دينية تهدف إلى تعزيز قيم التعايش والانفتاح. كما يستقبل المركز الزوار من مختلف الجنسيات والديانات، في إطار برامج تعريفية بالإسلام والثقافة الإسلامية.
لعب المركز دورًا مهمًا في تعزيز الحوار بين المسلمين والمجتمع الإيطالي الأوسع، من خلال مبادرات مشتركة مع مؤسسات تعليمية ومدنية. وقد ساهم هذا النهج في بناء جسور من الثقة والتفاهم، وجعل المركز نموذجًا للتعايش الإيجابي داخل مدينة متعددة الثقافات مثل ميلانو.
وبعد أكثر من أربعة عقود ما يزال المركز الإسلامي في ميلانو يشكل رمزًا تاريخيًا ودينيًا وثقافيًا، ويعكس تطور الحضور الإسلامي في أوروبا. فهو ليس مجرد مسجد، بل مؤسسة اجتماعية وثقافية تساهم في إثراء النسيج الحضري وتمتين العلاقات بين مختلف مكوّنات المجتمع.





