عربي و دولي

“حبيبي قاطع دبي”.. دعوات رقمية تهز “العلامة الإماراتية” وسط اتهامات بالضلوع في أزمة السودان

ضيف الله الطوالي – مراسلين

شهدت منصات التواصل الاجتماعي العربية والعالمية تصاعداً غير مسبوق في حدة الانتقادات الموجّهة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً مدينة دبي، على خلفية اتهامات بضلوعها في دعم طرف من أطراف النزاع الدموي الدائر في السودان. وقد تجسدت هذه الموجة في حملة رقمية واسعة حملت اسم “حبيبي قاطع دبي”، التي باتت تشكّل تهديداً مباشراً لسمعة الإمارات وصورتها كمركز عالمي للقوة الناعمة والاستثمار.

اتهامات مستمرة ودعوات للمقاطعة

تتجه أصابع الاتهام على نطاق واسع إلى الإمارات بدعم قوات الدعم السريع، وهي التهمة التي تكررت منذ اندلاع الحرب في السودان قبل أكثر من عامين، وترافقت مع تقارير لخبراء أمميين ومسؤولين أمريكيين ومنظمات دولية، بالإضافة إلى اتهامات مباشرة من الجيش والحكومة السودانية، ووصلت الحملة إلى ذروتها بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في دارفور، وما تبع ذلك من تقارير عن عمليات قتل جماعي وعنف إثني واعتداءات، مما فجّر سيلاً من المنشورات التي تتهم الإمارات بـ “تمويل الإبادة” و “قتل السودانيين”، تحت وسم “الامارات تقتل السودانيين”.

رمزية الشعار

يسخر شعار “حبيبي قاطع دبي” من العبارة الترويجية الشهيرة “حبيبي تعال إلى دبي”، مستبدلاً الدعوة للازدهار بالدعوة للمقاطعة، ليصبح استهدافاً رمزياً لـ “العلامة الإماراتية” القائمة على الرفاهية والترفيه، وما منح الحملة زخماً إضافياً هذه المرة هو انضمام شخصيات مؤثرة عالمية ذات ثقل جماهيري كبير. إذ شاركت الناشطة البيئية الشهيرة غريتا ثونبرغ، التي يتابعها نحو 16 مليون شخص على إنستغرام، منشورا مشتركاً مع مغني الراب الأمريكي ماكلمور بعنوان “حبيبي قاطع دبي (والإمارات)”. وقد وصف المنشور قوات الدعم السريع بأنها “يد الإمارات في السودان”، مما وسّع نطاق الحملة إلى خارج الدوائر العربية.

تأثير الحملة على السمعة الإماراتية

يتفق المحللون والخبراء على أن الحملة تمثل ضربة قوية ومؤثرة على سمعة الإمارات، التي تولي أهمية بالغة لصورتها العالمية، إذ نقلت وكالة فرانس برس عن الباحث “كريستيان كوتس أولريخسن” من جامعة رايس قوله إن “دبي بشكل خاص، التي تتمتع بسمعة تقوم على القوة الناعمة، قد تتضرر”، مؤكداً أن الحملة قد تلحق ضررا كبير بـ “العلامة الإماراتية”.
وأشار الباحث بالمجلس الأطلسي “عماد الدين بادي” إلى أن الإمارات تواجه “تداعيات على السمعة”، وهو ما تسعى دائماً لتجنبه.

نفي ودعوة للتجاهل

في المقابل، نفت أبوظبي بشكل قاطع أي تورط لها في الحرب. وذكرت الخارجية الإماراتية، رداً على الاستفسارات، أنها لاحظت “تصاعد الادعاءات الزائفة والدعاية المتعمدة ضمن حملة ممنهجة” من قبل ما تسميها “سلطة بورتسودان” (الحكومة السودانية المدعومة من الجيش). وادعى أستاذ العلوم السياسية الإماراتي “عبد الخالق عبد الله” أن الحملة تهدف إلى “تشويه سمعة الإمارات ومواقفها السياسية والإنسانية”، داعياً إلى تجاهل الحملة لصعوبة مجاراتها رقمياً. وقد كثّفت الإمارات في الأسابيع الأخيرة من إداناتها للعنف في السودان، متحدثة عن “جريمة بحق الإنسانية” في الفاشر، دون الإشارة المباشرة إلى قوات الدعم السريع، ونفى مستشار رئيس الدولة أنور قرقاش الأخبار الكاذبة بشأن التورط.

ومع ذلك، يرى المحللون أن أي تغيير محتمل في السياسة أو اللهجة الإماراتية سيتم “بهدوء” وعبر “إشارات ورسائل”، بدلاً من الاعتراف العلني بوجود خطأ، فيما لاقت ردود الفعل الرسمية نقد مستخدمي مواقع التواصل الذين كتب أحدهم: “ستظل الإمارات في ذاكرة شعب السودان وصمة… لا تمحوها مساحيق التجميل ولا حملات العلاقات العامة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews