شبكة الحوار المسيحي–الإسلامي تطالب بالإفراج عن إمام تورينو الموقوف

سعيد محمد – مراسلين
تحوّل اعتقال الإمام محمد شاهين، إمام مسجد عمر بن الخطاب في شارع سالوزو بتورينو، إلى قضية وطنية بعد إصدار وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي أمرًا بطرده “لدواعٍ تتعلق بأمن الدولة ومكافحة الإرهاب”. وقد أُوقف شاهين في سجن روما المركزي قبل نقله إلى مركز الاحتجاز في كالتانيسيتا، الأمر الذي أثار موجة واسعة من التضامن والاحتجاج.
وقد وجّهت شبكة الحوار المسيحي–الإسلامي في بييمونتي رسالة مباشرة إلى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا وإلى وزير الداخلية، طالبت فيها بالإفراج الفوري عن الإمام. واعتبرت الشبكة أن قرار الطرد “غامض وخطير” من الناحية الاجتماعية والمدنية.
ووقّع الرسالة كلٌّ من:
• المطران ديريو أوليفيرو، رئيس لجنة المسكونية والحوار في مؤتمر الأساقفة الإيطاليين.
• القس فرانشيسكو سيوتو، ممثل الكنيسة الوالدنسية في تورينو.
وجاء قرار الطرد بعد تصريحات أدلى بها شاهين حول أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قال فيها إن ما جرى “ليس عنفًا بل رد فعل على سنوات من القمع”. وقد قام لاحقًا بتعديل تصريحاته، وتلا ذلك بيان تضامني مشترك مع ممثلين عن الطوائف الدينية في الحي.
يُذكر أن شاهين:
• مقيم في إيطاليا منذ أكثر من عشرين عامًا.
• بلا سوابق جنائية أو إدانات.
• وله دور محوري في مشاريع الحوار بين الأديان في تورينو.
• وقدّم طلب حماية دولية بسبب معارضته لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسط مخاوف من أن يشكّل ترحيله خطرًا على حياته.
مخاوف على النسيج الاجتماعي
أكّدت الرسالة أن طرد الإمام سيُعرّض للخطر سنواتٍ من التعايش بين المكوّنات الدينية في حي سان سالفاريو. فقد عمل المسجد بالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الوالدنسية والجالية اليهودية في مبادرات مشتركة لتعزيز “السلام والتضامن”.
وجاء في الرسالة:
“إن طرد شاهين سيهدّد مشروعًا مدنيًا طويل الأمد شاركت فيه مختلف مؤسسات المدينة، وهو شخص معروف باحترامه للقانون والتعايش السلمي.”
وقد شهدت تورينو مظاهرات في 25 نوفمبر بعد انتشار خبر توقيف الإمام، شارك فيها ناشطون وممثلو كنائس، من بينهم أعضاء الكنيسة الوالدنسية القريبة من المسجد. كما اعتبر عدد من المراقبين أن التعامل مع تصريحات شاهين يدخل ضمن “تجريم التعبير عن الرأي بشأن فلسطين”، كما كتبت الصحفية داليا إسماعيل.
واختتمت شبكة الحوار رسالتها بمطالبة السلطات بالسماح للإمام بالعودة إلى حياته الطبيعية ومواصلة عمله في “الحوار والتضامن” داخل المدينة.



