ماكرون يهدد الصين برسوم جمركية ويصف الأزمة بـ “مسألة حياة أو موت” للصناعة الأوروبية

شروق سعد _ مراسلين
صعّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من لهجته تجاه الصين بعد عودته من زيارة دولة لبكين، حيث هدد بفرض رسوم جمركية أوروبية على المنتجات الصينية إذا لم تتخذ بكين خطوات ملموسة لتقليص فائضها التجاري الهائل مع الاتحاد الأوروبي، والذي تجاوز 300 مليار يورو (حوالي 350 مليار دولار) في عام 2024.
وفي تصريحات لصحيفة “ليه إيكو” (Les Echos) الفرنسية، قال ماكرون: “أخبرتهم أنه إذا لم يتفاعلوا، فسيُضطر الأوروبيون لاتخاذ إجراءات قوية في الأشهر المقبلة،” مشيراً إلى أن هذه الإجراءات قد تُصمَّم على غرار الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة، مثل فرض تعرفة على المنتجات الصينية.
يأتي تصعيد ماكرون في أعقاب زيارته التي فشلت في انتزاع تنازلات كبرى من الرئيس الصيني شي جين بينغ بشأن الخلل التجاري. وتتركز خلفية الأزمة في نقطتين رئيسيتين:
- الفائض القياسي: العجز التجاري للاتحاد الأوروبي مع بكين وصل إلى مستويات قياسية، مما يستنزف الصناعات المحلية ويؤدي إلى إغلاق المصانع الأوروبية.
- إعادة توجيه البضائع: شدد ماكرون على أن فرض واشنطن لرسوم جمركية كبيرة فاقمت المشكلة الأوروبية، حيث باتت الصين “تعيد توجيه كميات هائلة” من المنتجات المخصصة أصلاً للسوق الأمريكي نحو الأسواق الأوروبية.
وصف ماكرون الوضع بأنه “مسألة حياة أو موت للصناعة الأوروبية”، مشدداً على أن الصين تسعى لاختراق وتدمير “قلب النموذج الصناعي والابتكاري الأوروبي، الذي اعتمد تاريخياً على الآلات والأدوات وقطاع السيارات.”
ويُعدّ قطاع السيارات الأوروبي، خاصة الألماني والفرنسي، الأكثر عرضة للخطر بسبب المنافسة الشرسة من السيارات الكهربائية الصينية المدعومة حكومياً.
أقر ماكرون بأن التحدي الأكبر يكمن في الحصول على إجماع بين الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي لفرض هذه الرسوم، نظراً لأن مفوضية الاتحاد هي الجهة الوحيدة المخولة بوضع السياسة التجارية المشتركة.
وأشار ماكرون إلى أن ألمانيا، التي تمتلك مصالح وعلاقات صناعية قوية جداً في الصين، “ليست بعد متوافقة بالكامل مع موقفنا،” في إشارة إلى الانقسام داخل الكتلة حول كيفية التعامل مع العملاق الآسيوي.
ومع ذلك، أكد ماكرون على ضرورة الجمع بين حماية القطاعات الأوروبية الأكثر ضعفاً، مثل صناعة السيارات، وبين تشجيع الاستثمار الصيني المباشر في أوروبا، شريطة أن تبتعد الشركات الصينية عن التصرف كـ “حيوانات مفترسة” ذات “أهداف هيمنية”.



