الجزائر: مسابقة توظيف في قطاع التربية في سياق تحديات تعليمية إقليمية

مولود سعدالله – مراسلين
الجزائر- أعلنت وزارة التربية الوطنية في الجزائر عن تنظيم مسابقة توظيف في قطاع التعليم على أساس الشهادة، موجهة لخريجي الجامعات في عدد من التخصصات في خطوة تهدف إلى سد الاحتياجات المسجلة على مستوى المؤسسات التربوية مع اقتراب الموسم الدراسي المقبل.
هذه المسابقة كانت منتظرة بشدة من الخريجين خاصة الذين لم يسعفهم الحظ مع منصة التعاقد التي كان معمول بها وتعد مسابقة التربية من بين أبرز محطات التوظيف العمومي في الجزائر، بالنظر إلى حجم القطاع ودوره الحيوي في استيعاب عدد معتبر من خريجي الجامعات، خاصة في ظل استمرار التحديات التي يعرفها سوق العمل وارتفاع الإقبال على الوظائف المستقرة في القطاع العمومي.
وتأتي هذه الخطوة في سياق وطني يشهد تزايدا في أعداد خريجي التعليم العالي، مقابل محدودية فرص الإدماج في بعض القطاعات ما يجعل قطاع التربية أحد أهم المسارات المهنية المتاحة أمام فئة واسعة من الخريجين كما تعكس المسابقة توجه السلطات إلى اعتماد آلية التوظيف على أساس الشهادة، بدل الاعتماد الحصري على الامتحانات التنافسية التقليدية.
وعلى المستوى الإقليمي لا يقتصر هذا الإشكال على الجزائر فقط، إذ تشير تقارير صادرة عن منظمات دولية، من بينها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى أن عددا من الدول العربية تواجه تحديات متشابهة، تتمثل في نقص الكوادر التعليمية من جهة، وارتفاع معدلات البطالة لدى خريجي الجامعات من جهة أخرى، خاصة في ظل النمو الديمغرافي المتسارع وازدياد الطلب على التعليم.
وفي دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط أصبح قطاع التعليم محور نقاش واسع حول سياسات التوظيف، وجودة التكوين، وقدرة الأنظمة التعليمية على التكيف مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية ، كما تسعى عدة حكومات إلى إيجاد توازن بين سد العجز في عدد المعلمين وتحسين مستوى التعليم، دون إغفال معايير الكفاءة والاستحقاق.
ويرى مختصون في الشأن التربوي أن اعتماد التوظيف على أساس الشهادة قد يساهم في امتصاص جزء من البطالة، خاصة لدى خريجي التخصصات التربوية فيما يطرح آخرون تساؤلات حول آليات التقييم وضمان تكافؤ الفرص بين المترشحين، وانعكاس ذلك على جودة الأداء داخل المؤسسات التعليمية.
بين هذه الرؤى المتباينة تبقى مسابقة التربية في الجزائر جزءًا من مقاربة أوسع تتقاطع مع تحديات إقليمية مشتركة، حيث تسعى الدول العربية إلى تعزيز أنظمتها التعليمية، ومواكبة الطلب المتزايد على التعليم، في وقت تتزايد فيه الضغوط الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بالتشغيل والبطالة.
يذكر أن منصات التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة بالتوظيف والاعلانات ، تشهد نقشات واستفسارات عديدة من المهتمين حول كيفية التسجيل ولو أن الوزارة وضحت الشهادات والمعايير لكن تبقت بعض التفاصيل التي تهم المترشحين ، خاصة وأن المسابقة على أساس الشهادة ولها سلم تنقيطي وهم في انتظار أن يتم الإعلان عن تفاصيل اكثر مع موعد بداية التسجيلات.





