دعوات تحريضية تهدد السلم الأهلي في أستراليا وتحذيرات رسمية من أعمال انتقامية

نوربك ـ مراسلين
أستراليا – تتصاعد المخاوف في أستراليا من احتمال تكرار أحداث شغب كرونولا التي شهدتها البلاد عام 2005، عقب انتشار دعوات تحريضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتجمع فيما أُطلق عليه «يوم كراهية الشرق الأوسط» على شاطئ كرونولا جنوب سيدني، في 27 ديسمبر الجاري، وذلك على خلفية الهجوم الإرهابي الذي وقع مؤخرًا في شاطئ بوندي.
وأكدت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، مساء الاثنين، أنها على علم بوجود دعوات منظمة لهذا اليوم، بعد تداول منشور إعلاني على نطاق واسع يتضمن عبارات تحريضية، من بينها: «سنثير الشغب. يوم كراهية الشرق الأوسط. السبت 27 ديسمبر 2025»، إلى جانب دعوات صريحة للتحرك.
وأوضحت الشرطة أن المنشور جرى تداوله بشكل أساسي عبر تطبيق «سناب شات»، الذي تختفي الرسائل فيه تلقائيًا بعد 24 ساعة، قبل أن يظهر أيضًا على منصات أخرى مثل «فيسبوك» و«تيك توك».
ورغم أن المنشور لا يذكر صراحة الدوافع وراء هذه الدعوات، إلا أنه يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره عملًا انتقاميًا في أعقاب حادثة إطلاق النار الجماعي في شاطئ بوندي، التي نفذها رجلان من أصول شرق أوسطية واستهدفت فعالية يهودية يوم الأحد، وأسفرت عن مقتل 15 شخصًا.
وأثارت الدعوات التحريضية موجة واسعة من الإدانة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر عدد من المستخدمين عن رفضهم القاطع لها، وكتب أحدهم: «هذا رد فعل لا يمت بصلة إلى الروح الأسترالية»، فيما قال آخر: «هذا ليس الطريق الصحيح»، وأضاف ثالث: «هذا لا يحل شيئًا، بل يؤدي إلى مزيد من الكراهية والعنف. نحتاج إلى ما يوحّد الناس وينشر السلام».
وفي هذا السياق، دعا مفوض شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، مال لانيون، الأستراليين إلى التزام الهدوء، وذلك بعد أقل من أربع ساعات على وقوع الهجوم، محذرًا من الانجرار إلى أعمال انتقامية. وقال في مؤتمر صحفي مساء الأحد:
«أدرك أن هوية شخص يُعتقد أنه أحد المسلحين جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، ولهذا كان ندائي للهدوء بالغ الأهمية. هذا ليس وقت الانتقام، بل وقت السماح للشرطة بأداء واجبها».



