ثقافة وفن

أغنية داعمة لفلسطين تكسر تقاليد سباق أغاني الكريسماس في بريطانيا

ريتا الأبيض – مراسلين

Together for Palestine تحل ثالثًا في مؤشرات منتصف الأسبوع وسط نقاش ثقافي حول دور الفن في التعبير الإنساني

سجّلت أغنية Together for Palestine حضورًا لافتًا في سباق أغاني الكريسماس في بريطانيا، بعدما حلّت في المركز الثالث وفق مؤشرات منتصف الأسبوع، في تطور غير مألوف داخل قائمة ارتبطت تاريخيًا بالأغاني الاحتفالية ذات الطابع التجاري.

ويُعد سباق أغاني الكريسماس في المملكة المتحدة أحد أبرز الظواهر الثقافية الموسمية، إذ تعود جذوره إلى عقود طويلة، وتحول إلى تقليد سنوي تتنافس فيه شركات الإنتاج والفنانون الكبار على صدارة القوائم خلال أسبوع الأعياد، مستفيدين من ارتفاع المبيعات وتحول الأغنية الأولى إلى رمز ثقافي مرتبط بالموسم.

على مدار السنوات، هيمنت الأغاني ذات الطابع الاحتفالي الخفيف على هذه القوائم، فيما نادرًا ما حققت أعمال تحمل مضامين سياسية أو إنسانية مراكز متقدمة، نظرًا لطبيعة السوق الموسيقي وتوقعات الجمهور خلال فترة تُقدَّم عادة بوصفها مساحة للترفيه والاحتفال.

في هذا السياق، يُنظر إلى صعود Together for Palestine بوصفه كسرًا نسبيًا لهذا النمط، إذ استطاعت أغنية ذات رسالة إنسانية واضحة أن تنافس أعمالًا موسمية تقليدية، مدفوعة بتفاعل جماهيري واسع وانتشار ملحوظ عبر المنصات الرقمية.

الأغنية أُطلقت ضمن مبادرة فنية تضامنية تهدف إلى تسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية في فلسطين، مع تخصيص عائداتها لدعم جهود الإغاثة، ما منحها بعدًا يتجاوز الإنتاج الموسيقي إلى الفعل الثقافي ذي الدلالة الأخلاقية.

قراءة أداء الأغنية على القوائم تشير إلى أن نجاحها لم يكن قائمًا على الحملات الترويجية الضخمة المعتادة في سباق الكريسماس، بل على دينامية الدعم الشعبي، إضافة إلى تفاعل فئات من الجمهور باتت أكثر انخراطًا في القضايا العالمية، حتى داخل فضاءات ثقافية تقليدية.

هذا التقدم فتح نقاشًا أوسع داخل الأوساط الثقافية البريطانية حول حدود الفصل بين الفن والترفيه من جهة، والموقف الإنساني من جهة أخرى، في ظل تحوّل الأغنية من منتج موسمي استهلاكي إلى أداة رمزية للتعبير عن التضامن.

ويرى متابعون أن دخول أغنية داعمة لفلسطين إلى المراكز المتقدمة في سباق الكريسماس لا يشكّل بالضرورة تحولًا جذريًا في طبيعة السوق الموسيقي البريطاني، لكنه يعكس تحوّلًا تدريجيًا في ذائقة شريحة من الجمهور، باتت ترى في الثقافة الشعبية مساحة مشروعة للتعبير عن القلق الأخلاقي تجاه ما يجري في العالم.

ومع ترقّب صدور النتائج النهائية لترتيب أغاني الكريسماس، يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كان هذا التقدم سيبقى حدثًا استثنائيًا مرتبطًا بالظرف الراهن، أم مؤشرًا على تغيّر أعمق في العلاقة بين الفن والقضايا الإنسانية داخل المشهد الثقافي البريطاني.

Rita Abiad

صحفية وباحثة في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية، مهتمة بتغطية الأخبار الرياضية وتحليلها بالإضافة الى خبرة في إدارة منصات التواصل الإجتماعي وانتاج محتوى تحريري بدقة عالية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews