كيف تتحقق السعادة؟ وماهي أسباب زيادة الخير والبركة؟

فاطمة كمال – شبكة مراسلين

من منا لم  يبحث عن البركة في منزله وفي أسرته؟، ومن منا لم يتمنى زيادة الخير في حياته، وفي منزله؟، ومن منا لم يحرص على أن يكون بيته عامرا بأنعم الله عز وجل؟.. الكلب يبحث عن البركة والخير في منزله، فالمنزل هو محط سعادة الأسر، وهو السكن والاستقرار والملاذ الىمن بعد عناء الشارع والعمل، وهو المحل الذي يفر إليه كل واحد منا لكي يجد الراحة، وهو السكينة بعد الضغط، والهدوء بعد الضجيج، وهو الشبع بعد الجوع والنوم بعد تعب.

لذلك يحرص الناس على البركة في بيوتهم، فالكل يعمل من أجل نماء بيته وخيره وإعماره، والكل يكد في العمل من أجل أن يسعد أولاده ويوفر لهم في البيت كل ما يحتاجونه، حتى أن الأمثال الشعبية القديمة كانت تعتبر هذا البيت مقدسا، وتعد الرجل العاقل هو من يوفر نفقاته في الشارع لكي ينفقها على بيته وأسرته.

و حتى تحصل البركة فى بيتك عليك بعدة أمور نبه إليها النبي صلى الله عليه وسلم،  فهي من أسباب البركة، فلو وجدت البركة في حياة الإنسان أصابه التوفيق والزيادة والتنمية والخير بكافة أشكاله، فهي من نعم  الله تعالى عليه، ومن ثم وجب أن يُحافظ عليها بالشكل الذي يحافظ به على النعم.

وسن النبي -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين عدة سنن يستطيع العبد أن يأتيها في بيته فتكون سببًا في حلول البركة له ولأهل بيته.

ومن أهم أسباب البركة هي في البيت:

أولا: السلام عند دخول البيت سواء كان في البيت أحد أم لا .

روى أبو داود عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ .

وروى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا بُنَيَّ إِذَا دَخَلْتَ عَلَى أَهْلِكَ فَسَلِّمْ ، يَكُنْ بَرَكَةً عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ .

ففي هذين الحديثين استحباب تسليم الرجل على أهل بيته إذا دخل البيت .

وأما استحباب تسليم الرجل على نفسه إذا دخل بيتاً ليس فيه أحد ، فاستدل العلماء على ذلك بأدلة :

1- عموم قوله تعالى: ( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ) النور / 61 .

يَدْخُل فِي عُمُوم إِفْشَاء السَّلام، السَّلام عَلَى النَّفْس لِمَنْ دَخَلَ مَكَانًا لَيْسَ فِيهِ أَحَد لِقَوْلِهِ تَعَالَى : ( فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسكُمْ ) .

2- ثبوت ذلك عن بعض الصحابة .

روى البخاري في “الأدب المفرد”  عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : إذا دخل البيت غير المسكون فليقل : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .

ثانيا: تلاوة وسماع القرآن في المنزل

ثالثا:  الاستغفار

فكثرة الاستغفار تفتح باب البركة وتمحو الذنوب، وقال الله تعالى : ”  {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) } [ نوح].

رابعا:  الصلاة على النبي

أخرج الترمذي في سننه من حيث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: «ما شئت». قال: قلت: الربع، قال: «ما شئت فإن زدت فهو خير لك»، قلت: النصف، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قال: قلت: فالثلثين، قال: «ما شئت، فإن زدت فهو خير لك»، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: «إذا تُكْفَى همَّكَ، ويُغْفرُ لك ذنبك»:

خامسا: الصدقة

الصدقة شعار المتقين، ولواء الصالحين المصلحين، زكاة للنفوس، ونماء في المال، وطهرة للبدن، مرضاة للرب، بها تُدفع عن الأمة البلايا والرزايا، تطهّر القلوب من أدران التعلق بهذه الدنيا وأوضارها وشهواتها وملذاتها؛ {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [التوبة: 103].

سادسا: المواظبة على اذكار الصباح والمساء

فعن النبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام- فيما وردَ عن خولة بنت حكيم -رضي الله عنهما- قالتْ:سمعتُ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: “منْ نزلَ منزلًا ثمَّ قالَ: أعوذُ بكلماتِ الله التَّامات من شرِّ ما خلقَ، لم يضرهُ شيءٌ حتَّى يرتحلَ من منزلِهِ ذلكَ”.

وعن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول 🙁 إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيتَهٌ فَذَكَرَ اللهَ عِندَ دُخُولِهِ وَعِندَ طَعَامِهِ ، قَالَ الشََّيطَانُ : لَا مَبِيتَ لَكُم وَلَا عَشَاءَ ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَم يَذكُرِ اللهَ عِندَ دُخُولِهِ ، قَالَ الشَّيطَانُ : أَدرَكتُمُ المَبِيتَ ، وَإِذَا لَم يَذكُرِ اللهَ عِندَ طَعَامِهِ قَالَ : أَدرَكتُمُ المَبِيتَ وَالعَشَاءَ).