تقارير و تحقيقاتسياسةعربي و دولي

نظام الملالي على حافة الانهيار: تناقضات داخلية وضغوط دولية تهدد استمراره

تقرير: وليد شهاب قصاص

– في ظل تصاعد الأزمات الداخلية والخارجية التي تواجه نظام ولاية الفقيه في إيران، تبرز رسالة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المرشد الأعلى علي خامنئي كواحدة من المحطات الفارقة التي تكشف تناقضات النظام وعجزه عن إدارة الأزمات المتلاحقة. هذه الرسالة، التي سُلّمت عبر الوساطة الإماراتية، وضعت النظام أمام خيارين صعبين: إما الانخراط في مفاوضات قد يراها “خداعًا للرأي العام”، أو مواجهة عواقب الرفض، بما في ذلك تشديد العقوبات وتصعيد الضغوط الدولية.

هذا التحقيق يستعرض الأبعاد المختلفة لهذه الأزمة، من التناقضات الداخلية إلى الضغوط الإقليمية والدولية، وصولًا إلى الاحتجاجات الشعبية التي تهدد استقرار النظام.

النظام الإيراني بين خيارين: التفاوض أو مواجهة العواقب الوخيمة

كشفت الرسالة التي وجهها ترامب إلى خامنئي، والتي سُلّمت عبر أنور قرقاش، المسؤول الإماراتي، إلى عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، عن عمق الأزمة التي يعيشها النظام. الرسالة وضعت النظام أمام مفترق طرق: قبول التفاوض، الذي يخشى أن يُفسر على أنه ضعف، أو رفضه وتحمل تبعات ذلك، بما في ذلك تشديد العقوبات الاقتصادية والعسكرية.

خامنئي يرفض التفاوض.. ودبلوماسيون يبحثون عن قنوات حوار

في حين أصر خامنئي على أن التفاوض مع الولايات المتحدة “غير مجدٍ” ووصفه بأنه “سيعقد أزمة العقوبات أكثر”، تحدث مسؤولون دبلوماسيون، مثل عباس عراقجي، عن إمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة عبر قنوات مثل عُمان. هذا التناقض بين الخطاب الرسمي التصعيدي والممارسات الدبلوماسية السرية يكشف عن محاولات النظام لإيجاد مخرج من أزمته المتفاقمة دون فقدان ماء الوجه داخليًا.

ضربات موجعة لاقتصاد النظام

تصريحات إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أكدت وصول رسالة ترامب وأنها “قيد الدراسة”، في حين رفض خامنئي أي إمكانية للتفاوض بشكل قاطع. هذا التضارب في المواقف يعكس حالة من الارتباك داخل أروقة النظام، حيث يحاول القادة الحفاظ على صورة القوة في الداخل مع البحث عن حلول خارجية لتخفيف الضغوط.

الضغوط الدولية والعقوبات الاقتصادية

في موازاة التناقضات الداخلية، تتزايد الضغوط الدولية على النظام الإيراني. فقد أعلن جيمس كاريوكي، نائب الممثل البريطاني في الأمم المتحدة، أن إيران أنتجت 275 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي كمية تفوق بكثير الاحتياجات المدنية، مما أثار قلق المجتمع الدولي وأعاد التلويح بآلية الزناد.

عقوبات أمريكية جديدة

فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات جديدة واسعة النطاق شملت وزير النفط الإيراني، و13 سفينة، و18 شركة متورطة في تسهيل بيع النفط الإيراني. هذه العقوبات تؤكد استمرار سياسة الضغط القصوى التي تتبعها واشنطن، وتظهر فشل محاولات النظام في الالتفاف على العقوبات عبر قنوات سرية.

لبنان: حزب الله يفقد بريقه تحت وطأة الأزمات الاقتصادية

في لبنان، يواجه حزب الله، الذراع الإيرانية الرئيسية في المنطقة، أزمة اقتصادية خانقة واحتجاجات شعبية تضعف نفوذه. تراجع التمويل الإيراني وعدم الرضا الشعبي أديا إلى تراجع تأثير الحزب على الساحة السياسية اللبنانية.

سوريا: النفوذ الإيراني يتراجع

في سوريا، لم تؤدِّ المليارات التي أنفقها النظام الإيراني للحفاظ على نظام بشار الأسد إلى نتائج ملموسة. النفوذ الإيراني يواجه منافسة متزايدة من روسيا، بالإضافة إلى الضربات الجوية الإسرائيلية التي ألحقت خسائر فادحة بالحرس الثوري والميليشيات التابعة له

الحوثيون يدفعون الثمن و خسائر متزايدة

في اليمن، تتكبد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران خسائر متزايدة. نجح التحالف بقيادة السعودية في إحباط العديد من الهجمات، كما أن الجهود الدبلوماسية لإنهاء الأزمة اليمنية تضع طهران في موقف ضعيف.

تظاهرات إيران الحرة: صوت الشعب يرتفع

في ظل تصاعد الاحتجاجات الداخلية، تظاهر آلاف الإيرانيين الأحرار في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة، للمطالبة بإسقاط النظام. تظاهرة “إيران الحرة”، التي نظمت في اليوم العالمي للمرأة، كانت رسالة واضحة إلى العالم بأن الشعب الإيراني يطالب بالحرية والتغيير.

تناقضات داخلية وضغوط خارجية تضع إيران على حافة الانهيار

أكد منظمو التظاهرات أن الاحتجاجات ليست فقط دفاعًا عن حقوق المرأة، بل هي تعبير عن إرادة الشعب الإيراني في الحرية والتغيير. لقد حان الوقت لإنهاء سياسة الاسترضاء التي منحت نظام ولاية الفقيه فرصة البقاء لعقود.

وفي الختام نظام ولاية الفقيه في إيران يواجه اليوم أزمة وجودية، حيث تتصاعد الضغوط الداخلية والخارجية بشكل غير مسبوق. التناقضات داخل النظام، والعقوبات الدولية المتزايدة، والانتكاسات الإقليمية، والاحتجاجات الشعبية، كلها عوامل تهدد بقاء النظام. في هذا السياق، يتوجب على المجتمع الدولي أن يعيد تقييم سياساته تجاه إيران، وأن يدعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية، بدلًا من الاستمرار في سياسة الاسترضاء التي لم تجلب سوى المزيد من القمع والاضطراب

خاص - مراسلين

شبكة مراسلين هي منصة إخبارية تهتم بالشأن الدولي والعربي وتنشر أخبار السياسة والرياضة والاقتصاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
wordpress reviews