احتجاجات في تبليسي تتحول إلى مواجهات أمام القصر الرئاسي واعتقال عدد من قادة المعارضة

علي زم – مراسلين
شهدت العاصمة الجورجية تبليسي مساء أمس السبت، مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب أمام القصر الرئاسي، حيث استخدمت الشرطة رذاذ الفلفل وخراطيم المياه لتفريق المحتجين، واعتقلت ما لا يقل عن خمسة من قادة التظاهرات المعارضة.
وجاءت هذه التطورات في يوم الانتخابات المحلية والبلدية التي جرت السبت في أنحاء جورجيا، في حين قاطعت معظم أحزاب المعارضة هذه الانتخابات، معتبرة أنها غير نزيهة، ونظمت بدلاً من المشاركة فيها مظاهرة حاشدة وسط العاصمة.
وشهدت شوارع تبليسي بعد ظهر السبت خروج آلاف المحتجين الذين بدأوا مسيرتهم سلمياً في الشارع الرئيسي للمدينة. لكن مع حلول المساء، اتجهت مجموعة من المتظاهرين نحو القصر الرئاسي، وحطمت أحد الأسوار المحيطة به، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع قوات الأمن.
واستخدمت الشرطة لاحقاً الغاز المسيل للدموع في الشارع الرئيسي لتفريق المحتجين، فيما استمرت الاشتباكات حتى وقت متأخر من الليل.
وقالت الرئيسة الجورجية السابقة سالومي زورابيشفيلي، التي تعد من أبرز معارضي حزب “الحلم الجورجي” الحاكم، إنها تعارض أي شكل من أشكال العنف، واتهمت الحكومة بـ”فبركة هجوم على القصر الرئاسي” بهدف تشويه صورة المعارضة وتقويض مصداقيتها.
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء إيراكلي كوباخيدزه أن “محاولة إسقاط الحكومة فشلت”، متوعداً المشاركين في الأحداث بـ”عقوبات صارمة”.
وبينما كانت الاشتباكات لا تزال جارية قرب القصر الرئاسي، ألقت قوات الأمن القبض على عدد من منظمي الاحتجاجات، بينهم مغني الأوبرا الشهير والناشط السياسي باتا بورشولادزه، الذي كان قد دعا في وقت سابق من اليوم نفسه قوات الأمن إلى “الاستماع لصوت الشعب” واعتقال كبار المسؤولين في حزب “الحلم الجورجي”.
وأظهرت الصور الواردة من موقع الأحداث إصابة عشرات المتظاهرين خلال عملية تفريق الاحتجاجات، في حين أعلنت وزارة الداخلية إصابة 21 عنصراً من قوات الأمن.
وأكد الحزب الحاكم أنه فاز في جميع بلديات البلاد خلال الانتخابات، في ظل غياب قوى المعارضة التي يقبع عدد من قادتها في السجن. غير أن المعارضة تتهم الحزب بتزوير نتائج الانتخابات السابقة، وتشير إلى أن أحد أسباب تصاعد الحركة الاحتجاجية هو تعليق المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن انضمام جورجيا إليه.
ورغم أن حجم التظاهرات خلال الأشهر الأخيرة كان أقل مقارنة بالماضي، إلا أن الأجواء السياسية في جورجيا توصف بأنها شديدة التوتر. وقد حذر مسؤولون أوروبيون من “المسار السلطوي” الذي يسلكه الحكم في تبليسي، مشيرين إلى تراجع الديمقراطية وحرية التعبير في البلاد.