الرئيس الجزائري يكشف لأول مرة عن “مخططٍ لضرب الجزائر” أثناء إعلان الدولة الفلسطينية

مولود سعدالله – مراسلين
في سابقة لافتة كشف رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون خلال زيارته الأخيرة إلى مقر وزارة الدفاع الوطني، عن وجود مخططٍ إسرائيلي قديم لاستهداف الجزائر في أواخر عام 1988 بالتزامن مع إعلان قيام الدولة الفلسطينية الذي احتضنته الجزائر آنذاك.
وقال تبون في كلمته التي بُثّت على التلفزيون العمومي إنّ “الجزائر كانت هدفًا لمخطط قصفٍ جوي في تلك الفترة الحساسة”، مشيرًا إلى أنّ السلطات حينها تعاملت بحذر بالغ وأنّ الجيش الجزائري اتخذ إجراءات وقائية صارمة حالت دون تنفيذ أي هجوم محتمل.
ويأتي هذا التصريح بعد عقود من الغموض الذي أحاط بتلك المرحلة، والتي تزامنت مع انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في قصر الأمم بالعاصمة الجزائرية، وإعلان قيام دولة فلسطين من قبل ياسر عرفات آنذاك في 15 نوفمبر 1988 بحضور عشرات الوفود العربية والدولية .
ورغم أنّ الرئيس لم يُفصّل طبيعة “المخطط” ولا الأطراف المتورطة فيه فإنّ حديثه يُعيد إلى الواجهة ما تداولته بعض الأوساط الأمنية في التسعينات حول تعزيز الجزائر لمنظومتها الدفاعية آنذاك، من خلال نشر مضدّات جوية واستنفار مقاتلات “ميغ-25” التي كانت من أكثر الطائرات تطورًا في الأسطول الجوي الجزائري خلال تلك الفترة.
ويرى مراقبون أن تصريحات تبون الأخيرة تحمل أبعادًا رمزية وسياسية؛ فهي تُذكّر بموقف الجزائر الثابت من القضية الفلسطينية وتؤكد في الوقت نفسه على أهمية جاهزية المؤسسة العسكرية في ظل المتغيرات الإقليمية الراهنة.
ويُنتظر أن تثير هذه التصريحات نقاشًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وعودة الحديث عن التهديدات غير التقليدية التي تستهدف الدول الداعمة للقضية الفلسطينية.