قمة تحالف الراغبين في لندن.. أوروبا تحشد دعمها لأوكرانيا لمواجهة شتاء الحرب

ترجمة وتحرير/ ضيف الله الطوالي – مراسلين
لندن- المملكة المتحدة- حشد أوروبي جديد لدعم كييف قبيل أشهر الشتاء القاسية، حيث تستضيف بريطانيا اليوم الجمعة اجتماعاً رفيع المستوى لـ “تحالف الراغبين” لمناقشة خطوات تصعيدية هامة ضد روسيا، تشمل مقاطعة النفط والغاز الروسي، وتمرير قرض ضخم لأوكرانيا بضمان الأصول السيادية الروسية المجمدة، وتسريع وتيرة شحنات الأسلحة النوعية.
ويأتي الاجتماع الذي يقوده رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بحضور شخصي للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة الدنمارك وهولندا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالإضافة إلى مشاركة 20 زعيماً آخرين عبر تقنية الاتصال المرئي.
زخم دولي لدعم كييف
ويعقد الاجتماع وسط زخم متزايد للدعم الغربي، خاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات على اثنتين من أكبر شركات النفط الروسية (روسنفت ولوك أويل)، تبعتها الجولة الأخيرة من عقوبات الاتحاد الأوروبي، كما تعهد الاتحاد بمواصلة تمويل الاحتياجات المالية والعسكرية لأوكرانيا، فيما أعلنت بريطانيا تسريع وتيرة تسليم 100 صاروخ دفاع جوي إضافي.
وفي تصريح ناري قبل بدء القمة، شدد ستارمر على ضرورة التصعيد ضد موسكو، قائلاً: “من ساحة المعركة إلى الأسواق العالمية، وبينما يواصل بوتين ارتكاب الفظائع في أوكرانيا، يجب علينا تصعيد الضغط على روسيا والبناء على العمل الحاسم للرئيس ترامب”.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: “أمن أوكرانيا يهمنا جميعاً، وما يحدث على الخطوط الأمامية في دونيتسك اليوم يشكل مستقبلنا الجماعي لسنوات قادمة”، في إشارة إلى المنطقة الشرقية التي تمثل بؤرة الأطماع الروسية.
حزمة بريطانية جديدة لمواجهة الشتاء
ويؤطر المضيفون البريطانيون هذا الاجتماع على أنه محاولة لتحصين أوكرانيا خلال أشهر القتال الشتوية، وتأكيداً لهذا التوجه، أشارت “داونينج ستريت” إلى أن الإنتاج العسكري تسارع بشكل غير متوقع، مما سيمكن بريطانيا من تسليم 140 صاروخاً إضافياً في الوقت المناسب للاستخدام الشتوي، علاوة على حزمة سابقة بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 2.13 مليار دولار) تم الإعلان عنها في مارس لتوريد أكثر من 5000 صاروخ خفيف للدفاع الجوي.
يُذكر أن “تحالف الراغبين” تأسس في مارس الماضي بقيادة مشتركة بين بريطانيا وفرنسا (ستارمر والرئيس إيمانويل ماكرون)، لكن مساره شهد تقلبات بفعل التباين في المواقف الغربية بشأن كيفية التعامل مع الصراع.
عقبة الأصول المجمدة والزيارة الملكية
ورغم توحيد الصفوف حول العقوبات، لم يتمكن القادة الأوروبيون هذا الأسبوع من التوصل إلى اتفاق بشأن خطة استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل القرض الضخم لكييف، حيث أعربت بلجيكا – التي تحتفظ بالجزء الأكبر من الأصول – عن مخاوفها بشأن المسؤولية القانونية.
وأعلن ستارمر أنه سيضغط على نظرائه للمضي قدماً في خطة القرض، على الرغم من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2020 قلص من نفوذها في مفاوضات بروكسل.
وقبل انضمامه إلى ستارمر في اجتماع وزارة الخارجية، التقى الرئيس زيلينسكي بالملك تشارلز الثالث في قلعة وندسور، في ثالث لقاء بينهما هذا العام، وهو ما يُعد إظهاراً رمزياً للتضامن البريطاني الراسخ مع كييف.




