مبعوث روسي: موسكو وواشنطن وكييف تقترب من حل دبلوماسي لإنهاء الحرب

علي زم – مراسلين
قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون الاستثمار والتعاون الاقتصادي إن الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا باتت قريبة من التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وصرح كيريل ديميترييف يوم الجمعة 24 أكتوبر، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”: “أعتقد أن روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا باتت فعلاً قريبة جداً من حل دبلوماسي”.
وكان ديميترييف قد أكد في وقت سابق أنه موجود في الولايات المتحدة في زيارة مخطط لها مسبقاً، لكنه لم يكشف عن أسماء الأشخاص الذين سيلتقيهم.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أنه من المقرر أن يلتقي يوم السبت في ميامي بستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط. كما نقلت وكالة “تاس” الروسية عن ديميترييف قوله إنه سيلتقي أيضاً بأشخاص آخرين من دون أن يذكر أسماءهم.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرض هذا الأسبوع عقوبات على شركتين روسيتين كبيرتين في قطاع النفط، في محاولة للضغط على موسكو من أجل إنهاء هجومها الواسع على أوكرانيا.
وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي فرض عقوبات على شركة النفط الحكومية “روس نفط” والشركة الخاصة “لوك أويل”، وهما من أهم مصادر تمويل ميزانية الكرملين من خلال صادرات النفط.
ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذه العقوبات بأنها “استثنائية”، قائلاً: “إنها عقوبات ضخمة ضد اثنين من عمالقة النفط لديهم”.
وبعد يوم واحد، فرض الاتحاد الأوروبي أيضاً عقوبات على “روس نفط” و”غازبروم نفط”، وهي شركة نفطية كبيرة تابعة لمجموعة الغاز الحكومية الروسية “غازبروم”.
وقال ديميترييف في حديثه مع شبكة “سي إن إن” إن هذه العقوبات ليست مشكلة كبيرة، مضيفاً أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد على أن روسيا لن ترضخ لأي ضغوط، وأن هذه العقوبات لن تؤثر سوى في ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة، بينما ستبيع روسيا كميات أقل من النفط بأسعار أعلى.
وأضاف: “أعتقد أن القضية الحقيقية هي كيفية استمرار الحوار للتوصل إلى حل سلمي للأزمة، مع طرح حلول واقعية لا خيالية”.
وفي رده على سؤال حول سبب رفض بوتين القبول بوقف لإطلاق النار وتثبيت خطوط القتال الحالية، قال ديميترييف إن روسيا لا تسعى فقط إلى وقف إطلاق النار، بل إلى حل نهائي للنزاع، لأن أي هدنة قد تُخرق في أي لحظة أو تُستغل لإعادة تجميع القوات.
وأضاف: “الخطوة المهمة التي اتخذها الرئيس زيلينسكي هي أنه أقرّ بأن المسألة تتعلق بخطوط القتال. في السابق، كان موقفه أن على روسيا أن تنسحب بالكامل، ولذلك أعتقد أننا الآن قريبون بشكل معقول من حل دبلوماسي يمكن البناء عليه”.
كما أعرب ديميترييف عن اعتقاده بأن لقاء بين ترامب وبوتين سيُعقد، “لكن ربما في وقت لاحق”.
وكان ترامب قد تحدث مع بوتين الأسبوع الماضي، وأعلن نيته لقاءه خلال الأسابيع المقبلة في بودابست، لكنه عاد وألغى الموعد لاحقاً قائلاً إن اللقاء قد يُعقد في وقت آخر.
وقال ديميترييف: “الحوار بين روسيا والولايات المتحدة سيستمر، ولكن بالتأكيد فقط إذا أُخذت المصالح الروسية في الاعتبار واحترمت بشكل كامل”.
ورداً على سؤال حول شكاوى ترامب من أن روسيا تواصل استهداف المدنيين رغم أن محادثاته الهاتفية مع بوتين كانت “بناءة”، قال المبعوث الروسي إن موقف الجيش الروسي هو أنه لا يستهدف سوى الأهداف العسكرية.
وعند سؤاله عن الهجوم الروسي ليلة الخميس على روضة أطفال في مدينة خاركيف الأوكرانية، قال ديميترييف إن الجيش الروسي لا يستهدف دور الحضانة، مضيفاً أنه يجب سؤال الجيش عن هذه الحادثة تحديداً.
وقال في ختام حديثه: “لست عسكرياً، أنا فقط أحاول أن أُبقي قنوات الحوار مفتوحة، وأعمل لضمان انتهاء هذا الصراع في أقرب وقت ممكن”.



